أقوال وآراء في الوهابية 2-2

د. عبد الله المعيلي

أشرنا في مقال سابق إلى العداوة المعلنة للوهابية ومحاربتها من قبل المجوسية الصفوية ومن غلاة الصوفية وغيرهما من فرق الضلال المنحرفة عقديًا وفكريًا عن الدين الإسلامي الحق، الدين الذي ارتضاه الله سبحانه وتعالى لعباده، وبلغه سيدنا ورسولنا الكريم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحابته، ممثلاً في القرآن الكريم والسنة المطهرة، هذه الفرق الضالة ما زالت في غيها وتجهيلها لأتباعها تمارس أبشع صور الانحراف عن توحيد الله وعبادته عقيدة وفكرًا وسلوكًا، لأنها ترى في الوهابية النور الحق الذي يحول بين هذاءات تلك الفرق وخرافاتها الفكرية والسلوكية مما يقطع الطرق على إمداد زعماء تلك الفرق بما تحظى به حاليًا من جباية الأموال من جيوب الأتباع الذين سلموا عقولهم ووجداناتهم لتلك الفرق الضالة.

وعلى الرغم من توالي هذه الهجمات الشرسة المعلنة، إلا أن أنوار الوهابية ما زالت ولله الحمد ساطعة ثابتة راسخة في عقول المؤمنين بها وفي وجداناتهم، بل إن هذه الهجمات تزيد من الثقة في المذهب والتمسك به والإصرار عليه.

ومن الأقوال التي أنصفت الوهابية مقولة طه حسين، يقول: (إن الباحث عن الحياة العقلية والأدبية في جزيرة العرب، لا يستطيع أن يهمل حركة عنيفة نشأت فيها أثناء القرن الثامن عشر، فلفتت إليها العالم الحديث في الشرق والغرب، واضطرته أن يهتم بأمرها، وأحدثت فيها آثارًا خطيرة، هان شأنها بعض الشيء ولكنها عادت فاشتدت في هذه الأيام وأخذت تؤثر لا في الجزيرة وحدها، بل في علاقاتها بالأمم الأوروبية، هذه الحركة هي حركة الوهابيين، التي أحدثها محمد بن عبد الوهاب، شيخ من شيوخ نجد).

وقال: هي الدعوة القوية إلى الإسلام الخالص النقي المطهر من شوائب الشرك والوثنية، هي الدعوة إلى الإسلام، كما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم خالصًا لله، ملغيًا كل واسطة بين الله وبين الناس، هو إحياء للإسلام العربي وتطهير له، مما أصابه من نتائج الجهل، ومن نتائج الاختلاط بغير العرب، فقد أنكر محمد بن عبد الوهاب على أهل نجد، ما كانوا قد عادوا إليه من جاهلية في العقيدة والسيرة، ولو لا أن الترك والمصريين اجتمعوا على حرب هذا المذهب وحاربوه في داره بقوى وأسلحة لا عهد لأهل البادية بها لكان من المرجو جدًا أن يوحد هذا المذهب كلمة العرب في القرن الثاني عشر والثالث عشر الهجري، كما وحد ظهور الإسلام كلمتهم في القرن الأول).

وقال حافظ وهبه: (لم يكن الشيخ محمد بن عبد الوهاب نبيًا، كما ادعى نيبهر الدانمركي، ولكنه مصلح مجدد، داع إلى الرجوع إلى الدين الحق، فليس للشيخ محمد تعاليم خاصة، ولا آراء خاصة، وكل ما يطبق في نجد، هو طبق مذهب الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله).

وقال محمد بن قاسم: (كان الوهابيون في عقيدتهم ومذهبهم على طريق أهل السنة والجماعة، الأساس لمذهبهم هو توحيد الله).

وقال منح هارون: (ولما اتسعت حركة السعوديين، وأخذت تهدد العراق والشام واليمن، لم تر السلطة العثمانية بدًا من أن تعمل لصرف قلوب العرب عن هذا الأمر، فأوعزت إلى بعض عمالها من المشايخ أن يدسوا على الشيخ ابن عبد الوهاب أقوالاً ما أنزل الله بها من سلطان، ويتخذون من المسائل الخلافية بين المذاهب الإسلامية وسيلة للطعن على الوهابيين الذين ألصقوا بهم هذا الاسم، تضليلاً للرأي العام الإسلامي وإيهامًا بأنهم ذوو مذهب جديد غير معترف به، مع أنهم لم يخرجوا عن مذهب السلف الصالح، ولم يقولوا شيئًا مبتدعًا في الدين غير مما قاله ممن سبق من الأئمة الأعلام والصحابة الكرام)
نشر :

إضافة تعليق جديد

 تم إضافة التعليق بنجاح   تحديث
خطأ: برجاء إعادة المحاولة