ثناء العلماء على الإمام عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله

مركز سلف للبحوث والدراسات

المقدمة:

انتشرت العقيدةُ السلفية في أرجاء المعمورة -بفضل الله تعالى- في القرنين الرابع عشر والخامس عشر الهجريين، وازداد تمسُّك الناس بها والدفاع عنها؛ لأنها الحقُّ المبين والصراط المستقيم، وقد هيأ الله في كل مرحلة من مراحل التاريخ الإسلامي من يقوم بتجديد الدين، ونبذ الخرافات وما استحُدِث منَ البدع، إلا أن أثرهم قد ينطوِي بعد حين؛ نظرًا لانتشار الباطل ونُصرة أهله له، إلا أنَّنا مع هذا القرن نعيش مع مُصلحٍ استثنائيٍّ، له من الفضل -بعد توفيق الله- في نصرة السلفيَّة ما يميزه عن كثير من المصلحين، فالدعوة التي أطلق عنانها المصلِح المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وجدَت من يتبناها رسميًّا في دولته الممتدَّة في شبه الجزيرة العربية طولها وعرضها، ويدعو المسلمين إليها في أرجاء المعمورة بالحكمة والموعظة الحسنة بعد أن أسهم الأعداء في وأدها وارتكاب أفظع الجرائم في دعاتها، حتى إننا لا نعلم اليوم أحدًا بعده اقتفى أثر هذه الدعوةِ إلا ولهذا المصلح فضلٌ عليه.

تعدَّدت فضائله، من عرفها ناضل عنه ونصَره، فقد تميَّزت نصرته للدعوة السلفية بجلاء في مواطن كثيرة وصور متعدِّدة، تذكِّرُنا مواقفُه في نصرة السلفيَّة بما هو مشهور في سير العظماء والخلفاء؛ إنه جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله.

ترك جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله مأثرة في تصحيح العقيدة ما زال الناس يستروحون بها إلى اليوم؛ فظِلُّها ممدودٌ، وخيرها وافِر غير محدود. ومما يُؤسَف له أن تُغمَر هذه الفضائل، وتُنسى بين أبناء جيل اليوم؛ بل الأدهى والأمرُّ أن تُصَدَّر حوله الإشاعات المغرِضة للنيل منه، وهذه مقالةٌ قصدتُ فيها انتقاءَ ثناءات العلماء ممن أدركوا عصره على جلالتِه رحمه الله، وهي شهادات عدولٍ فيما أحسب، وخصّصتُ أكثرَها لمن كانوا من خارج الديار السعودية؛ حتى تكون لها مصداقيَّة أكبر لدى القارئ والمستفيد، وهي غيضٌ من فيض، ولو ذكرتُ نظائره لامتدَّ هذا الباب، وهي من عاجل بُشرى المؤمن إن شاء الله تعالى.

ثناءات العلماء على الملك عبد العزيز المبثوثة في الكتب والمجلّات:

أ- الثناءات المبثوبة في مقدمات وخاتمات الكتب:

1- قال أحمد عبيد -صاحب مطبعة الترقي بدمشق- في تصديره كتاب (روضة المحبين ونزهة المشتاقين) لابن قيم الجوزية من قصيدة أثنى فيها على صنيع الملك عبد العزيز واهتمامه بنشر الكتب والثقافة:

يـــــا بـــــانـــــي الملك مرفوعًـــــا قـــــواعـــــده على دعائم مـــــن يُمن وإيمـــــان
أعددت للعرب مجـــــدًا عـــــز شــــاهقه         وقمت تنشر مــــن علم وعرفـــــان
جمعت فيـــــه مـــــن الإسلام منشعبـــــا         وفي يديك مـــــن التوفيق سيفـــــان
سيـــــف مـــــن العلم لا تنبــــو مضاربه            يمضي بعضب من الأعداء ريان
والملك إن لم يحطه السيف منصلتا                والعلم كــــان إلـــــى هون وإيهـــــان
بقيـــــت للشـــــرق والإسلام مفخـــــرة              تطوي وتنشر من دهر وإحسان
ولا عدتـــــك مـــــن الرحمـــــن نصــــرتـــــه ولا تخطاك منه فضـــــل سلطـــــان

2- قال الشيخ عبد القادر بدران الدمشقي مثنيًا على جهود الملك عبد العزيز العظيمة في مجال إحياء مآثر السلف في خاتمة كتابه (نزهة العاطر شرح روضة الناظر وجنّة المناظر) لابن قدامة المقدسي:

(رفعته هديةً لمقام تحسد النجوم علاه، ويحمد كلّ سار عند صباح الملتقى سراه:

لقد حسُنَت بك الأوقات حتى       كأنك في فم الدهر ابتسام

مقام جامع للسيف والقلم، وماحي ظلام البدع بعد ما عمَّ بحرها وطمّ، بينما تراه يحيي مآثر ما اندرس من السلف الكرام، إذا به يقوم في نصرة الحق بالرأي والسنان، وبينما نجده تتفجر ينابيع العلم والحكمة من لسانه إذا به:

يقوم مقام الجيش تقطيب وجهه    ويستغرق الألفاظ من لفظه حرف

سليل العرب أولي البلاغة واللسن، ومحبوب آل قحطان وعدنان بفعله الحسن:

تفكره علم ومنطقة حلم     وباطنه دين وظاهره ظرف

الملك المفدَّى بالأرواح، الباذل نفسه في إرضاء فالق الإصباح، الإمام عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود.

تلقاه يقطر سيفه وسنانه      وبنان راحته ندى ونجيما

لا زالت الليالي تبتسم بوجوده، والعدل مرفوع العماد وبمنطقه وبجوده، والشريعة المحمدية تحقق بأنه المجدد لها، والمذهب الأحمدي به يرتفع فوق السها، والكتاب والسنة يحمدان فعاله، والنصر من الله تعالى يلازم صوارمه ونصاله. ولا زالت قبته تضرب على التوفيق وحسن الحظ، وللمجد روحًا ولغيره النطق باللفظ، ما أقيمت الصلاة في المساجد، وسبح الله تعالى الراكع والساجد).

3- ثناء الشيخ محمد حامد الفقي:

يقول الشيخ محمد حامد الفقي في خاتمة طبع كتاب (القول الفصل النفيس) المطبوع على نفقة الأمير سعود واصفًا والده بقوله:
(أمير المؤمنين وعظيم الموحدين، عِزّ الإسلام وسيّد الجزيرة، باعث نهضتها ومحيي مواتها، وموقظها من طويل غفلتها، وباسط رواق الأمن على عامرها وغامرها وسهلها وجبلها، خادم الحرمين الشريفين، وحامي حماهما ومطهرهما ومقدِّسهما بإقامة العدل والحقّ وشرعة الإسلام في ربوعهما، جلالة الملك عبد العزيز آل سعود عبد الرحمن الفيصل آل سعود، مد الله في دولته، وأدام تأييده وتوفيقه ونصره وتسديده، وأطال حياته المباركة في عز الإسلام وخير العرب والمسلمين.

ذلك هو الإمام المجاهد البائع نفسه وماله لله ولدين الله ولإعلاء كلمة الله، الإمام عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، أيد الله دولته، وأعلى في الخافقين كلمته، فإنه بسعيه المشكور وعمله المبرور قد أعاد للتوحيد جدته بما بذل من الجهاد في سبيل الله بالنفس والمال في قمع البدع الخرافية، ونصر ونشر السنن النبوية، وقد تعدى سعيه المشكور حدود الجزيرة، وذهب مشرقا ومغربا مع هذه الكتب السلفية النافعة التي طبعها ونشرها في الناس، فكان لها -بحمد الله- أعظم الأثر في جلاء وجه الإسلام، وتنقية عقائده، وإبرازها للناس بيضاء صافية كما جاء بها رسول الله r، وعلى ما هدى الله السلف الصالح بها، فأخرجهم من الظلمات إلى النور، وهداهم بها إلى أقوم الطريق وأسعد العيش وأهنأ الحياة في الدنيا والآخرة).

وقال الشيخ محمد حامد الفقي أيضًا ممجدًا جلالته في خاتمة (مختصر الفتاوى المصرية) ما نصه:
(وبعد: فقد كان الفراغ من طبعه بمطبعة السنة المحمدية بالأمر الملكي الكريم الصادر من مقام حضرة صاحب الجلالة، أمير المؤمنين، وإمام الموحدين، ناصر السنة والدين، وقامع الزائفين والمبتدعين، خادم الحرمين الشريفين، صقر الجزيرة وعز العروبة، ومحط آمال المسلمين: الملك عبد العزيز ابن الإمام عبد الرحمن الفيصل آل سعود، أدام الله توفيقه وتأييده ونصره وتسديده، وأطال حياته لخدمة الدين، والمساعدة على نشر آثار السلف الصالحين، وأقر عينه وعيون العرب بأصحاب السمو أنجاله الكرام، وعلى رأسهم ولي عهده سعود المعظم).

4- ثناء الشيخ أحمد محمد شاكر:

كما أثنى على جلالته المحقّق أحمد محمد شاكر في مقدّمة كتاب (شرح الطحاويّة في العقيدة السلفيّة) لابن أبي العز الحَنَفِيّ:
يقول الشيخ أحمد شاكر في مقدمته بعد البسملة والحمدلة: (هذا شرح نفيس للعقيدة السلفية التي كتبها الطحاوي… ولكن الشرح نفيسٌ، وأبحاثه دقيقة عميقة، وتحقيقاته بديعة متقنة، فأصدر الملك العظيم سيد العرب ورافع لواء التوحيد والقائم على إحياء مذهب السلف، إمام الموحدين الإمام عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود -رحمه الله ورضي عنه- أمره الكريم بطبعه على نفقته وجعله وقفًا لله تعالى، فطبع للمرة الأولى سنة 1349هـ بمكة المكرمة في المطبعة السلفية، وكان لها فرع هناك إذ ذاك، وعني بتصحيحه والإشراف على طبعه لجنة من المشايخ والعلماء، برئاسة العلامة الكبير الشيخ عبد الله بن حسن بن حسين آل الشيخ رئيس القضاة في الحجاز، فبذلوا جهدًا عظيمًا في تصحيحه، ولكنه لم يخل من أغلاط كثيرة، وكلّ عمل في أوله عسير، وهم مشكورون على ما أتقنوا من تصحيح، مأجورون -إن شاء الله- على ما اجتهدوا).

وقد أثنى الشيخ أحمد شاكر على جلالة الملك أيضًا في مقدمة تحقيقه للمسند، وهو في طور البحث عمن يطبعه، حيث يقول:
(وصادف ذلك أن كانت الزيارة الرسمية التي شرف فيها مصر بزيارته أسد الجزيرة، حامي حمى السُّنة، رجل العلم والعمل، والسيف والقلم الإمام العادل، الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود، أطال الله بقاءه، وكانت هذه الزيارة المباركة من يوم الخميس 6 صفر الخير من هذا العام 1365 إلى يوم الثلاثاء 18 منه (10-22 يناير سنة 1946)، فما إن رفع إلى جلالته شأن هذا الكتاب حتى أصدر أمره الكريم إلى حكومته السنية بالاشتراك في عدد كبير من نسخه من أوله إلى آخره؛ إجلالًا لشأن الإمام الكبير، وعطفًا على شخصي الضعيف. بارك الله في جلالته، وحفظه مؤيدًا منصورًا، وذخرًا للإسلام والمسلمين، وناشرًا للواء العرب، ومجددًا لمجدهم).

5- ثناء الشيخ محمد رشيد رضا:

قال السيد محمد رشيد رضا في مقدّمة كتاب (مجموعة الحديث النجديّة): (وقد انتدب إمامهم وسلطانهم في هذا العصر السلطان عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود لتجديد طبع هذه المجموعة النفيسة مع كتب أخرى أهمها تفسير الحافظ ابن كثير، وابتداء طبع كتب أخرى دينيّة من أعظمها وأجلها كتاب (المغني) في الفقه الإسلامي الذي فضّله الإمام المجتهد عز الدين بن عبد السلام…).
قال: (ونُقِل عنه أنه لم تطب نفسه للإفتاء حتى حصل نسخة من (المغني) فهو يطبع الآن على نفقته مع كتاب (الشرح الكبير على متن المقنع الشهير)، و(المغني) و(المقنع) كلاهما للشيخ العلّامة موفّق الدين أبي محمد عبد الله الشهير بابن قدامة المقدسي، المتوفى سنة 620، وهو الذي ينصرف إليه لقب (الشيخ) إذا أطلق في كتب الفقه الحنبلي التي ألفت بعده، وأما (الشرح الكبير) فلابن أخيه وتلميذه العلّامة الشيخ عبد الرحمن بن قدامة المتوفّى سنة 682، وهما من أوسع الكتب أحكامًا وبيانًا للمذهب بأدلتها).

وجلالته يعرف أهميّة هذا الكتاب، وصرّح في إحدى المناسبات للمؤرّخ الكويتي عبد العزيز الرشيد بعد أن أشار إلى الانتهاء من طباعة (المغني) بمدى حرصه على جمعه وطبعه منذ أمد بعيد.

قال رشيد رضا في عام 1341هـ: (إذا يسّر الله لكتاب المغني من يطبعه؛ فأنا أموت آمنًا على الفقه الإسلامي أن لا يموت، ثم ما زلت أفكر في السعي لطبعه إلى أن هداني الله تعالى إلى تبليغ أمنيتي هذه إلى السلطان عبد العزيز إمام نجد وملحقاتها، فبلغت عنه أولًا أنه -أيد الله تعالى به العلم والدين، وأعز بسيفه الإسلام والمسلمين- عازم على طبع هذا الكتاب مع كتب أخرى لإحياء العلم، وتوسيع نطاقه في بلاده، ثم خاطبني هو آخرًا في طبعه، مع كتاب الشرح الكبير، وطبع تفسيرَي ابن جرير وابن كثير، وكتب أخرى من كتب السنة والفقه).

ويقول السيد محمد رشيد رضا في ختام طبعة كتابَي (المغني والشرح الكبير) عام 1348هـ بعد أن عاش رحلة ثمان سنوات مع هذين الكتابين:
(خاتمة الطبع: الحمد لله الذي بنعمته نتم الصالحات، والصلاة والسلام على المصلح الأعظم بالآيات البينات، والعلم النافع والحكم الباهرات، محمد رسول الله وخاتم النبيين، وآله الطاهرين، وأصحابه الهداة المهديين، ومن تبعهم إلى يوم الدين. أما بعد: فإنه قد تم طبع كتاب المغني في فقه الاسلام، ومدارك المجتهدين من أئمته الاعلام، مع كتاب الشرح الكبير المقتبس منه مع زيادة بعض الفوائد والاستدراكات، وقد بينا مزايا الكتابين ووجوه الحاجة إليهما وترجمة مؤلفيهما في المقدمة التي نشرناها في الجزء الأول، وقد بلغت أجزاؤهما 12 مجلدا كبيرا، ولا يسعنا إلا أن نعود في هذه الخاتمة إلى الثناء على مسدي هذا الخير العظيم إلى الأمة الإسلامية بالأمر بطبعه والإنفاق عليه من ماله الخاص به، إمام السنة، ومحيي عدل الخلفاء وعلوم الأئمة، مؤسس المملكتين، وخادم الحرمين الشريفين، عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود، ملك الحجاز ونجد، وعاهل العرب في كل غور ونجد، أعزه الله تعالى وأعجز به العرب والاسلام، ونفع به الأنام…).

إلى أن قال: (ولا شك أن لهذا الإمام والملك الهمام ثواب الألوف من النسخ التي يوزعها على العلماء مجانًا، وثواب سائر النسخ التي يشتريها منا المنتفعون بهذا الكتاب الجليل؛ لأنه هو السبب في وجوده، ولولاه لما أقدمنا ولا أقدم غيرنا على طبعه؛ لأن التجار لا يقدمون على طبع اثني عشر مجلدًا في الفقه لأحد فقهاء مذهب الإمام أحمد بن حنبل مع قلة الحنابلة في الأمصار وفقرهم، وقلة من يعلم أن هذا الكتاب هو في فقه الإسلام في جملته لا فقه الحنابلة وحدهم، وقد بذلت مطبعتنا الجهد في تصحيح الكتاب بالمقابلة على أحسن النسخ الخطية المحفوظة في خزائن المكتبة المصرية الكبرى العامة، وهذه النسخ من وقف الملك المؤيد رحمه الله تعالى، ونسأل الله تعالى أن يثيبنا على ذلك، وينفعنا نحن وسائر علماء المسلمين بهذا الكتاب النفيس).

6- ثناء الشيخ عبد الحميد بن باديس:

قال في تقديمه لمقال ملك العرب المنشور في الشهاب: (هي صفحة من تاريخ الملك العربي السلفي عبد العزيز آل سعود، الذي شرفه الله بخدمة ذلك البيت المعظم في هذا العهد، ومد تعالى بملكه رواق الأمن والعدل والتهذيب والدين الخالص على ربوع الحجاز أرض الحرمين الشريفين، وإن نهضة هذا الملك العظيم وفي حياته وصفاته لدرسًا عميقًا ومجالًا واسعًا للعبرة والتفكير).

ب- الثناءات المبثوثة في الكتب والمجلّات والصحف:

1- ثناء الشيخ محمد بهجة البيطار على جلالته رحمه الله في مقال (الشريعة الإسلامية ومزاياها):

ومما قال فيه: (فهذه الحكومة هي المثل الكامل في حكومات الأرض، وهي التي جرى عليها الخلفاء الراشدون من بعد، وليس جلالة الملك الإمام عبد العزيز في هذا العصر إلا حافظًا لحدود الله، منفّذًا لأحكامه العادلة في رعيته، وقد وجدوا فيها الأمان والاطمئنان على الأنفس والأموال.

وبعد فإن الحكومة في الإسلام هي روح الحق الصريح، ومن مميزات الحكومة الإسلامية أن قوانينها مبنية على النصفة والعدل (لا ضرر ولا ضرار) أي: بالنفس ولا بالغير، بخلاف هذه القوانين التي تبيح كثيرا من الضرر بالنفس والعقل والعرض والمال).

2- ثناء محمد بهجة البيطار على جلالته في توحيد الإمامة في المسجد الحرام:

قال رحمه الله: (ثم إن الإمام الملك المحبوب رأى أن أفضل ما تدوى به القلوب وينتزع به منها مثارات الشكوك هو جمع المصلين في كل صلاة على إمام واحد, كما تقتضيه وحدة الإسلام التي بنى عليها عمل السلف الصالح في خير القرون وأهداها، فأمر -أيده الله- أن يتناوب الإمامة عدة أئمة من فقهاء المذاهب الأربعة، يأتم بكل واحد منهم في نوبته جميع المصلين, فتم ذلك -ولله مزيد الحمد- على أحسن وجه, وعاد المسلمون في بيت الله الحرام كما كانوا جماعة واحدة.

قضى الإمام عبد العزيز آل السعود -أجزل الله ثوابه- بهذا التوحيد العملي على كل خلاف قديم، وأدخل عصر التفريق والتمزيق في خبر كان، وبات القول بأن النجديين يكفرون إخوانهم المسلمين وإخوانهم يكفرونهم أضحوكةَ العجائز والصبيان وأسطورةَ الكذب والبهتان.

فنحن نذكِّر إخواننا المسلمين في سائر الأقطار الإسلامية بأن يحذوا حذو البيت الحرام قبلة الإسلام بالاقتصار على إمام واحد لكل صلاة؛ توحيدًا للأمة، وجمًعا للكلمة، ونحذرهم من ضرر تعدد الجماعة في وقت واحد.

ونرى أن هذا من أهم ما يجب أن يذكِّر به في الدروس، وينبِّه عليه في الخطب، وينشر على أعمدة الصحف، تحقيقًا لقوله عز من قائل: {إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ}).

3- ثناء الشيخ عبد الظاهر أبو السمح على قيام جلالته رحمه الله بتوحيد الإمامة:

(كانت الصلاة في المسجد الحرام كما يشاء كل مصل وما يهوى؛ فإن شاء صلى جماعة، وإن شاء منفردا، وإن شاء على جماعة مع إمام معين لا يصلي خلف غيره، وإن شاء ترك الصلاة. وكان الأئمة أيضًا كثيرين يصلون في وقت واحد أو في أوقات مختلفة.

فلما دخل الإمام عبد العزيز آل سعود الحجاز (مظفَّرًا) ورأى الحال كما وصفنا أراد جمع المسلمين على إمام واحد في الصلاة، وأرجعهم إلى عهد السلف الصالح رضي الله عنهم، مع المحافظة على احترام المذاهب الأربعة ومقلديها، فأصر أن يصلي إمام الحنابلة أول الوقت في كل صلاة، ويصلي بعده أئمة المذاهب الأخرى، وقد سار الأمر على ذلك مدة، ولكنه -حفظه الله- رأى بعض الناس يكون في المسجد والصلاة مقامة فلا يصلي مع إخوانه المصلين وإنما يظل منتظرًا حتى يجيء الإمام الذي هو على مذهبه ويصلي خلفه، وقد كثر المتخلفون على هذه الطريقة، فأمر أيده الله أن ينتخب أئمة من كل مذهب من المذاهب الأربعة ويصلون بالتناوب، بحيث لا يصلّي في الوقت إلا إمام واحد، ولا يتخلف أحد عن الصلاة خلف أيّ إمام من هؤلاء الأئمة، حنفيًّا كان الإمام أم شافعيًّا، أم حنبليًّا كان أم مالكيًّا، فأصبحنا -ولله الحمد- نرى المسلمين جماعة واحدة في المسجد الحرام، لا فرق بين مذهب ومذهب، وقد ذهب التفرق وتعدد الجماعة، وفرح المسلمون بنصر الله، ودعوا للإمام عبد العزيز بالتوفيق، وإنا لنرجو أن يعمل بمثل هذا في جميع أمصار المسلمين والمساجد الجامعة؛ جمعًا للكلمة وتوحيدًا للجماعة وعملًا بقوله تعالى: {أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ}).

4- ثناء محمد بهجة البيطار على إنفاق جلالته رحمه الله في طبع الكتب السلفية:

يقول رحمه الله: (وكنت أذكر الكتب الإسلامية الجامعة النافعة التي طبعها الإمام على نفقته، ووزعها إيمانًا واحتسابًا، في التوحيد والتفسير والحديث والفقه الإسلامي، تبلغ عشرات الألوف.

أقول الكتب الإسلامية، ولا أقول: الكتب النجدية أو الوهابية؛ لأن معظم هذه الكتب التي طبعت ووزعت هي لأكبر رجال الإسلام في القرون الوسطى كابن تيمية وتلميذه ابن القيم الجوزية، والمفسر العماد ابن كثير، والموفق ابن قدامة المقدسي صاحب المغني وأمثالهم)([8]).

5- جواب الشيخ محمد العاصمي المفتي الحنفي بالجزائر عن أعمق أثر تركته البلاد المقدسة في نفسه سنة 1366هـ:

قال: (هذا سؤال ألقاه علي عالم حجازي له خبرة بأحوال العالم، وقد أبدى لي تأثره البليغ بكلمة لي خاطبت بها جلالة الملك عبد العزيز آل سعود وقد نشرت بأم القرى الفيحاء، عند تشريفه لوفد الجزائر باستقباله.. وقد تردَّدت في الجواب لأول وهلة؛ لأن النواحي التي لها الأثر في نفسي كثيرة، على أنني بصفتي رجل دين اخترت أن أجيب بأن أحسن أثر وأعمقه بقي متغلغلًا في نفسي أبعد متغلغل هو أن الدين في البلاد قبل كل شيء والسعي الحثيث في بث العلم إنما كان لأجل تدعيم الدين، بل وكل نظام يجري على قدم وساق هو لأجل تثبيت جانب الدين، على أن تعليل هذه الظاهرة الجليلة سهل متى عرفنا أن الشعوب على دين ملوكها، وأن البلاد مشرق الروح الدينية، فالأمل قوي في ملك البلاد التقي -أطال الله عمره- ورجاله بأن الغاية القصوى هي ما ستسفر عنها جهودهم المتواصلة، وهم بالغوها دون ريب إن شاء الله، ما دامت أعمالهم سائرة على الدوام من حسن إلى أحسن في سبيل الدين ولأجل الدين).

6- تحقيق أمنيّة طالما تمنّاها صاحب المنار: (كتاب الآداب الشرعية والمنح المرعية):

يقول محمد رشيد رضا: (طالما كنت أتمنى العثور على كتاب في الآداب الشرعية والأخلاق الدينية، حافل الريّ بالمسائل النفسية واللسانية والاجتماعية والصحية، حاوٍ للصحيح من الأخبار النبوية والآثار السلفية…. ما زلت أتمنى هذا وأرقب العثور عليه حتى ظفرت بهذا الكتاب (الآداب الشرعية والمنح المرعية) تصنيف العلامة الفقيه المحدِّث الواسع الاطلاع الشيخ محمد بن مفلح المقدسي الحنبلي المتوفى بصالحية دمشق سنة 885، فإذا هو الضالة المنشودة… أرسله إليَّ الإمام العادل محيي السنة وناشر علوم الملة، ومقيم شريعة الإسلام بالحكم والعلم والعمل، عبد العزيز آل سعود ملك الحجاز ونجد، ليكون مما أطبعه له من الكتب النافعة التي يوزعها في الحجاز ونجد ابتغاء وجه الله تعالى).

ثناء محمد رشيد رضا في دفاعه عن التوحيد:
قال عن دفاعه عن التوحيد وهدم القباب ومحاولة أعدائه تشويه صورته: (لما ولَّى الله إمام السُّنة الملك عبد العزيز بن سعود أمر حرمه وحرم رسوله لم يجد أعداؤه وسيلة للحيلولة بين العالم الإسلامي وبين رؤية عدله وإقامته لشرع الله وإحيائه لسنة رسوله صلى الله عليه وسلم إلا دعوتهم إلى ترك فريضة الحج، وهدم هذا الركن العام من أركان الإسلام؛ انتقامًا منه لهدمه هياكل الوثنية التي بنيت على قبور آل البيت والصالحين برغم السنة النبوية).

7- ثناء الشيخ عبد المنعم الغلامي العراقي (1899-1967م) على جهود جلالته رحمه الله في نشر الكتب السلفية:

تحدث عن الجهود التي بذلها الملك عبد العزيز في نشر الكتب السلفية فقال: (إنّ الدين الإسلامي الذي استوعب كل روحية المغفور له -بإذن الله- جلالة الملك عبد العزيز السعود ومَلَكَ كافة مشاعره جعله لا يكتفي في الدعوة إلى هذا الدين على حقيقته عند حدود توزيع العلماء على أهل الحضر والبادية لإرشاد الناس وتعليمهم أمور دينهم، بل ولا يقف عند حدود تعميم المناشير الإرشادية على أفراد الشعب، ولا يقتصر على إلقاء الخطب في الاجتماعات العامة وفي الحفلات والمآدب التي كان يقيمها في مكة المكرمة وفي غيرها في كل مناسبة.

إنما أخذ -رضوان الله عليه- بالسير على سيرة السلف الصالح من آبائه الكرام وعلماء بلاده الأعلام ببث الدعوة إلى العمل بأحكام الدين الحق الخالص عن الشوائب التي لحقت به مؤخرًا وهو براء منها، وذلك عن طريق هدي كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام بما دوَّنه أئمة الهدى كالإمام أحمد بن حنبل والإمام الشافعي والإمام أحمد بن تيمية وابن قيم الجوزية ومن نحا نحوهم من متأخري علماء الملة الإسلامية التي هي كالمطر لا يُدرى أوله خير أم آخره؛ كالإمام محمد بن عبد الوهاب والإمام الشوكاني وأضرابهم ممن سيأتي ذكر البعض منهم على طريق التمثيل، لا بقصد الحصر والتحديد).

8- ثناء الشيخ عبد الحميد بن باديس:

ومما ذكره في مقال “الصوفي السني بين الحكومة السنية والحكومة الطرقية“: (وأما الحكومة السنية فهي الحكومة السعودية القائمة على تنفيذ الشريعة الإسلامية بعقائدها وآدابها وأحكامها الشخصية والعمومية حتى ضرب الأمن أطنابه، ومد العدل سرادقه على جميع تلك المملكة العربية العظيمة بما لم تعرفه دولة على وجه الأرض غير دولة الإمام يحيى المضارعة لها في السنية وإقامة عمود الشريعة الإسلامية). ومما قال أيضًا: (الحكومة السعودية التي طهَّرت الحجاز من البدع والضلالات والخرافات ورجعت أتباعُ الطرق -التي تسمي نفسها الطرق الصوفية- إلى عقولهم ودينهم).

 9- ثناء كاتب الشرق الأكبر الأمير شكيب أرسلان:

كتب شكيب أرسلان في صحيفة أم القرى مقالًا بعنوان: “الحجاز وبُعد تأثيره في الأرض“، ومما قاله: (اللهم إن العقل ليأبى أن يعتقد كون الأمة العربية ترضى بالاستمرار على هذا الجمود وهي ترى مِن حولها الأمم ماشية إلى الأمام بأرجل الغِيلان وأفواه الحِيتان، وكذا الحجاز الذي أنجب محمدًا صلى الله عليه وسلم يأبى أن يكتفي من المجد بمجرد تذكار وآثار، وأن يفقد الأولية التي كانت له في الأقطار، ولا بد بحوله تعالى ثم بهمة عبقري العرب الحالي الإمام عبد العزيز بن سعود -أيده الله وبعزائم أهل الحجاز ونجد الناهضين من حوله- إلى استئناف السيرة الأولى، وأن يكون هذا الدور دور النهوض بعد الجمود، وعهد تألق بعد الخمود، وأن نرى على أيديهم العروبة دولة جديدة ونهضة أكيدة، تعيد علينا الأعصر الخوالي وما ثمة من المعالي، وما ذلك على الله بعزيز).

 10- ثناء الشيخ محمد أشرف سندهو الهندي (ت 1374هـ):

نختم هذه المجموعة من الثناءات بذكر مقتطفات مما ذكره الشيخ المحدث محمد أشرف سندهو -وهو أحد علماء الهند- في رسالته: “أكمل البيان في شرح حديث نجد قرن الشيطان“، حيث يقول:

(- اعلم أن الجُهَّال لقلة علمهم وسوء فهمهم وشدة بغضهم للكتاب والسنة يجعلون نجد اليمامة وأهلها من إخوان التوحيد والدولة السعودية العربية وأتباعها -زادهم الله عزًّا وشرفًا- مصداقًا للأحاديث التي جاء فيها ذكر نجد مثل حديث «نجد يطلع منها قرن الشيطان».

– نجد اليمامة مسكن أهل التوحيد من آل سعود وأتباعهم، كثر الله سوادهم، ووفقهم لخدمة الدين كما يحب ويرضى.

 – إن الدولة السعودية العربية انفردت من بين دول الإسلام الأخرى قاطبة بتنفيذ أحكام الكتاب والسنة في بلادها كما كانت نافذة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين بعده، ورضيت بهما دستورًا لها، وببركة نفوذ نظام الإسلام حصل فيها من الأمن وسلامة النفوس والأموال والأعراض ما لا يوجد نظيره في العالم كله، ولم يحصل هذا الأمن الذي حصل الآن في الدولة السعودية إلا في زمن الخلفاء الراشدين حين كان دستور الإسلام جاريًا في بلاد المسلمين كما بشر به النبي صلى الله عليه وسلم حين قال لعدي بن حاتم رضي الله عنه: «تعرف الحيرة؟» قلت: لم أرها وقد سمعت بها، قال: «فوالذي نفسي بيده، ليتمن الله هذا الأمر حتى تخرج الظعينة من الحيرة حتى تطوف بالبيت من غير جوار أحد». فرأى ذلك عدي في حياته وقال: فهذه الظعينة تخرج من الحيرة حتى تطوف بالبيت من غير جوار أحد…

إلا أن الزمان قد استدار بهذا الأمن في الدولة السعودية حتى إن الرجل ليسافر وحده في حدودها من قطر إلى قطر، من ناحية إلى أخرى؛ آمنا في نفسه وماله، لا يخاف إلا الله، وهذا الأمن لا يوجد في أي دولة أخرى في العالم كله مهما كانت راقية متمدنة في حضارتها غاية القصوى غير الدولة السعودية التي لم يرض عنها الجهال المبتدعون.

أما تعلم -أيها القارئ- أن البلاد العربية نفسها كانت قبل الدولة السعودية مملوءة ظلمًا وجورًا وعدوانًا وفسادًا وبغيًا وعنادًا، كان يشرب الخمور فيها، ويسفك الدماء، وينتهك وينتهب القوافل، ويقتل الحجاج، ولم يكن أحد آمنًا في نفسه ولا في ماله، ولم يكن لأحد أن يسافر بغير دليل ولا رفقة قوية منيعة، حتى كان الرجل إذا ابتعد عن الطريق قليلًا ولو لقضاء حاجته لم يرجع إلى رفقائه سالمًا، وكان يفقد ماله أو يفقد ماله ونفسه كليهما، لم تجتهد الدولة السعودية في تأمين الطريق وسلامة الأموال والأعراض والنفوس فحسب، بل تقدمت بخطواتها الواسعة في كل ناحية من نواحي الحياة:

1- أعلنت الحرب ضد الجهالة والأسقام البدنية والأمراض الروحانية.

2- وعممت العلم في جميع أطرافها، يأخذ منه من شاء ما شاء.

3- أسست المستشفيات، يعالج ويداوي فيها المرضى مجانًا.

4- وبنت بيوتًا للمساكين يدار عليهم فيها الطعام والكسوة مجانًا صباحًا ومساء.

5- وسعيها في ترفيه الجميع سعي مشكور لم يعهد له نظير منذ قرون ودهور.

6- الماء كثير وافر في أماكن الحج التي كان الماء فيها قبل ذلك نادر الوجود كالكبريت الأحمر.

7- ولتشجيع الناس على الحج وتسهيله عليهم ألغت جميع الضرائب الباهظة التي أثقلت كاهل الحجاج منذ عهد القرمطي الظالم، وهذا الأمر الذي فعلته الدولة السعودية لم تقدر عليه الدولة العثمانية أيضًا، مع أنها كانت محيطة بجميع أنحاء العالم، وكانت خزائنها مملوءة بالذهب والفضة؛ ولهذا ترى الحجاج يرجعون إلى أوطانهم وألسنتهم رطبة بالثناء عليها، وصدورهم مملوءة بعواطف الحب والوفاء لها.

8- أعادت في بلادها أيام الخلفاء الراشدين، أيام الأمن والسلامة، يعمل بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا يلتفت إلى قول أحد ولا إلى قياس أحد ورأي، الأمير والمأمور كلهم يطيعون الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، إذا نودي للصلاة ترى مساجدهم عامرة بالمصلين، فيهم الأمير والحكام والجند والعامة، لا يقدر أحد أن يستخف بحدود الله تعالى، ودين الدولة دين الإسلام، ونظامها نظام الإسلام، حتى الملك عبد العزيز رحمه الله تعالى أرسل إلى الدولة الأمريكية نسخة من القرآن قائلًا: هذا هو الدستور عندنا فقط، حينما طلبت أمريكا من كل دولة في العالم أن ترسل إليها دستورها كما جاء في جريدة (الصدق الجديد) التي تصدر في بلدة لكناؤ.

9- قد عنيت بطبع كتب السلف الصالحين، كتب الحديث والتفاسير التي تعلم الناس دين محمد صلى الله عليه وسلم ودين أصحابه، ونشرتها في جميع العالم مجانًا، وأخرجت الكفر والشرك والبدعة من حدودها حتى رضي عنها كل من كان له إلمام بالدين غير الجهال والمبتدعين.

والذي نفسي بيده، إن تنفيذ الدولة السعودية دستور الإسلام والعمل بالكتاب والسنة في هذا الزمان المملوء كفرًا وإلحادًا تصديق لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الدين ليأرز إلى الحجاز كما تأرز الحية إلى جحرها»، ولم تحصل هذه السعادة في العالم الإسلامي كلها إلا لهذه الدولة وأتباعها وإخوان التوحيد من أهل نجد، فإنهم هم المصداق لقوله صلى الله عليه وسلم: «لا يزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله، لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله».

قائمة بالألقاب التي لُقب بها جلالة الملك عبد العزيز من خلال الثناءات السابقة:

حامد الفقي:
أمير المؤمنين
إمام الموحدين
عظيم الموحدين
ناصر السنة والدين
قامع الزائفين والمبتدعين
عِزّ الإسلام
سيّد الجزيرة
صقر الجزيرة وعز العروبة
خادم الحرمين الشريفين
الملك العظيم
سيد العرب

أحمد شاكر:
رافع لواء التوحيد
القائم على إحياء مذهب السلف
إمام الموحدين
أسد الجزيرة
حامي حمى السُّنة
رجل العلم والعمل
السيف والقلم
الإمام العادل
إمام السنة
محيي عدل الخلفاء وعلوم الأئمة
خادم الحرمين الشريفين

محمد رشيد رضا:
الإمام العادل
محيي السنة
ناشر علوم الملة
مقيم شريعة الإسلام

عبد الحميد بن باديس:
الملك العربي السلفي

شكيب أرسلان:
عبقري العرب
 
وقفات:

1- من خلال تلك الألقاب التي لقَّب بها العلماء جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- يظهر للقارئ أثر جلالته في إحياء التراث الإسلامي، ونشر العقيدة السلفيّة الصافيّة النقيّة كما كان عليه أهل القرون المفضلة، وإني لأرى أنّ للتراث أربابًا أحيوه، وأيادي بيضاء شدّوا أزر إخوانهم عليه، وما جلالته رحمه الله إلا مُؤازر معين لأولئك الناشرين لخدمة العلم وطلابه.

2- اتصال العهد والميثاق القديم الذي أبرمه الشيخ محمد بن عبد الوهّاب مع الإمام محمد بن سعود رحمهما الله، فما زال غراس العلم من شجرة الإمام آل سعود متعاهدًا يسقي الحرث، وما فتئ ولاة أمورها ملوكًا وأمراء متلازمين متعاقبين على نصرة العقيدة السلفية حتى غدت أمرًا مألوفًا لدى الناس كافة.

3- انتشار السلفية في القرن الرابع عشر في العالم الإسلامي كان وراءه هذا الإمام الهمام الذي جاب المطابع في العالم الإسلامي؛ ليطبع الكتب النافعة على نفقته، ومن ثم توزيعها على طلبة العلم، علمًا بأن كتبًا كثيرة قام بطباعتها قبل توحيد المملكة وقبل اكتشاف النفط، رحمه الله رحمة واسعة.
نشر :

إضافة تعليق جديد

 تم إضافة التعليق بنجاح   تحديث
خطأ: برجاء إعادة المحاولة