قصيدة في الدفاع عن الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله
الدكتور عائض القرني
الحق أبلج والسيوف عواري في السهل والأنجاد والأغوار
وروت فضائله الأنام وسافرت شهراً رسائله مع الخطارِ
واستقبل التاريخ فجر حضوره والناس حيث علمه بنهارِ
عمرت رسائله القلوب وأبهجت فتواه أهل البدو والحضارِ
ودعا له في الأرض كل موحد من أرض أندلس إلى سنجارِ
وهوت على صيحاته وندائه أوثان شرك ملاعب الكفارِ
سحقت به الأصنام وانتصرت به أجيال أحمد سيد الأبرار
وتفتحت كل القلوب لقوله ويطوف أهل الجهل بالأحجار
وتقرب القربان من أهل الهوى وتعلق الشارات بالأشجارِ
حتى أتى هذا المجدد حامل نور الهدى من شرعة المختارِ
ما زاد في دين الرسول زيادة كلا ولم ينقص عن المقدارِ
بل تابع المعصوم في تعليمه وسقى القلوب بفيض نهر جارِ
ما كان صوفياً ولم يك غالي حاشاه من نصب ورفض طاري
كلا وما كان الخوارج صحبه ما ذاك في ورد ولا إصدارِ
بل كان سنياً إماماً عالم حمل الهدى حبر على الأحبارِ
وعلى الدليل بنى جميع أصوله من منبع القرآن والآثار
هو قامع الشرك الوبيل بسيفه ومجددِ الإسلام في الأمصار
نسف الضلالةَ والخرافةَ والهوى والبدعة الشنعاء بالبتارِ
صارت محبته علامةَ ناصر للدين والبغضاء للأشرار
فإذا رأيت المرء يلمز نهجه ويعيبه بدسائس الأفكار
فاهجر مريض القلب في أهوائه ودع الخنا لمجالس الفجارِ
تمت خسارة كل من كره الهدى والله يلحقه بأهل النارِ
فاز الإمام محمد مكانةٍ تسمو على الجوزاء في المقدارِ
وله لسان صدق في أزمانن مسك المديح كجونة العطارِ
فرحت بدعوته المدائن كله فرح الديار بصيب الأمطارِ
وتباشرت كل القرى بقدومه كتباشر العباد بالأسحارِ
طالع رسائله ودونك علمَه واستفت قلبك فهو ذو أسرارِ
فإذا رأيت الصدر مشروحاً له والقلب في فرح وفي إعمارِ
فاحمد إلاهك إذ هداك ولا تقل حزت الهدى بجدارة وبدارِ
وكتابه التوحيد كررّ درسَه ما مُل من درس ومن تكرارِ
فهو المصفى من جميع شوائب قد صانه من لوثةِ وعثارِ
وهو الفريد أصالةً وبراعةً هتفت له الأرواحُ بالإكبار
وجميع ما خطت يمينُ إمامِن هي غايةُ التحقيق للأخبارِ
فا لله يجزيه الذي هو أهلُه ويحله في الخلد عقبى الدارِ
ويذل شانئه ويمحق خصمه ويضاعف النكباتِ لكفارِ
يا رب يا من نصره متحقق لا تبق فوق الأرض من ديّارِ
وإذا هجا نذل إماما بارع ما ضر ليث الغاب صوت الفارِ
خذها قواف كالصواعق أرسلت قد حل بالأنذال يومُ دمارِ
إن لم يكن حسان ربُ قريضه فأنا نسجتُ بشعره أشعاري
نشر :