منهج شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في التأليف (5)
الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد البدر
منهجه في التأليف في الحديث والأثر
وقد كانت عناية الشيخ محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ في الأحاديث والآثار عظيمة، واهتمامه كبيراً، فقد ألَّف فيه مؤلَّفات عديدة في موضوعات مختلفة، فله مجموع في الحديث يشتمل على ما يُقارب (4600) من الأحاديث والآثار، يورد فيه الأحاديث والآثار معزوة إلى مصادرها، وينقل غالباً كلام أهل العلم في الحكم عليها، بدأه بكتاب الطهارة، وأول حديث فيه حديث بئر بُضَاعة، وهو يختلف في البدء عن المنتقى والمحرر والبلوغ؛ فإنَّها جميعاً بدأت بحديث ماء البحر، وآخر المجموع الدعاوى والبينات ثم الشهادات ثم الجامع ثم الطب.
وله كتاب أحاديث في الفتن والحوادث، يشتمل على مائتي حديث.
وله كتاب فضل الإسلام، يشتمل على اثني عشر باباً، فيها آيات وأحاديث وآثار، بلغ عدد الأحاديث والآثار ثمانية وأربعين معزوة إلى مصادرها، وبعض الآثار لا يعزوها إلى مصدر، وقد علَّق ـ رحمه الله ـ فيه على حديث الثلاثة الذين أرادوا التبتل والانقطاع للعبادة، وقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم في آخره: "فمن رغب عن سنتي فليس منِّي"، بقوله (ص: 10): "فتأمَّل! إذا كان بعض الصحابة أراد التبتل للعبادة قيل فيه هذا الكلام الغليظ وسمي فعله رغوباً عن السنة، فما ظنُّك بغير هذا من البدع، وما ظنُّك بغير الصحابة؟!".
وله كتاب أصول الإيمان، يشتمل على اثني عشر باباً، واثنين وأربعين ومائة حديث.
وله كتاب الكبائر، يشتمل على خمسة وعشرين ومائة باب، وثمانية وخمسين ومائتي حديث وأثر، وهو كلُّه آياتٌ وأحاديث وآثار.
وله كتاب فضل القرآن تعلمه وتعليمه، ويشتمل على آيات وأحاديث وآثار، بلغ عدد الأحاديث والآثار ثمانية وخمسين.
ومِمَّا لا شكَّ فيه أنَّ هذا الاهتمام والعناية بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم والآثار عن السلف الصالح من أعظم أسباب نجاح دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ وانتشارها وبقائها وعموم نفعها، وهكذا ينبغي أن تكون عناية الدعاة إلى الله بالكتاب والسنة وكلام السلف الصالح؛ لأنَّ استدلالهم لِمَا يقولون بالآيات والأحاديث والآثار من أعظم أسباب قبول الناس منهم والإصغاء إليهم والاستفادة من دعوتهم.
نشر :