العوامل التي ساهمت في بناء شخصيته العلمية والدعوية

محمد عبيد الله الثبيتي

أولاً: سماته الشخصية : 

كان الشيخ رحمه الله يتمتع بذكاء وفطنة وجد ومثابرة منذ سنوات عمره الأولى. وكان رحمه االله حاد الفهم وقاد الذهن ذكي القلب سريع الحفظ ...كثير المطالعة في كتب التفسير والحديث وكلام العلماء في أصل الإسلام.

وتميز الشيخ "بقوة الإقناع، وفصاحة اللسان، وقوة الحجة،والقدرة العجيبة على استيعاب الأمور وحل المعضلات.

هذه بعض من صفات الشيخ التي وهبه االله إياها، فكانت عاملاً مهم صنعت منه مجددا عالما وداعية مسددا.
ً
ثانيا: أسرته ومكانتها العلمية والإجتماعية:

عاش الشيخ في كنف أسرة عرفت بأ,ا منبع للعلم والعلماء ،وعرفت بتخريج القضاة، في سيرة أسلافه وهو أمر ظاهر جدا، فهذا الوسط العلمي الذي تهييأ للشيخ من خلال ملازمته لوالده الشيخ عبدالوهاب رحمه الله وعمه الشيخ إبراهيم رحمه الله، أكسبه ملكة علمية قوية.

ًثالثا: الواقع المرير من حوله :

لقد أبصر الشيخ البيئة من حوله بواقعها المرير ، والناس في حيا*م على الغالب في تناقض وتصادم ، مع ما نشأ عليه من علم وما عرفه من الحق على يد أبيه، ومن خلال مطالعته لكتب المحققين من علماء السلف الصالح ، فما تعلّمه يضاد ما يراه في واقع الناساليومي جعله يعيد النظر في واقعه ، فكان بين خيارين أما أن يستسلم للواقع الذي يعيشه الناس بشتى صور الانحرافات العقدية والسلوكية فيه ، وإما أن ينهض بواجبه فيسعى بجهده إلى الدعوة إلى المنهج القويم حتى يعود الناس إلى الحق ويستقيموا عليه.

وبالفعل " اختار الشيخ أصعب الأمرين وأحسنهما عاقبة ، و,ض بأمر الدعوة إلى االله تعالى.. فقام الشيخ رحمه الله بأمر الدعوة قومة زلزل بها جبال الجاهلية و حطم بها أصنام الباطل وشبهاته، فعزم على تنحية البدع من حياة الناس حوله ، من خلال الدعوة إلى صراط االله المستقيم.

رابعا: رحلة الشيخ وطلبه للعلم:

بعد أن استفاد الشيخ من البيئة العلمية التي *يئة له من خلال أسرته ، وتلقيه للعلم في بداية حياته على يد والده الشيخ عبدالوهاب وعمه الشيخ إبراهيم ، رأى الشيخ أن يسلك مسلك العلماء النجباء في الرحلة لطلب العلم ، لذا  توجه الشيخ للرحلة في طلبالعلم ؛ للتسلح بسلاح ماض قاطع؛ فإن إنكار الشيخ لهذه الأمور الشائعة جعلته في مواجهة مع علماء السوء وتلبيساتهم وشبهاتهم ، وتأليب العامة عليه، واتهامه بالانحراف والجهل، فكان كل ذلك يزيد من حرصه على تحصيل العلم وإدراك الحق؛ فلابد ن يرحل في طلب العلم وتحقيق ما شرح االله له صدره من حقيقة هذا الدين القيم 
 
فرحل الشيخ إلى مكة والمدينة والبصرة غير مرة طلبا للعلم، ولم يتمكن من الرحلة إلى الشام.

وتتلمذ على جمعكبير من العلماء كان أبرزهم :

الشيخ عبد االله بن سالم البصري، والشيخ عبد االله بن إبراهيم آل السيف ، والشيخ محمد حياة السندي ، والشيخ عبد االله بن فيروز، والشيخ محمد العفالقي، والشيخ محمد المجموعي .. وغيرهم.

وعكف علىكتب الشيخين: شيخ الإسلام ابن تيمية ، والعلامة ابن القيم - رحمهم االله - مع تعمقه في معرفة مذهب الإمام أحمد بن حنبل - رحمه االله- وقراءة مؤلفاته.

فما زادته تلك الكتب إلا علما العلمية المتمي ونورا وبصيرة، وكان لها أكبر الأثر في تكوين شخصيته العلمية المتميزة.

 
نشر :