الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن ابن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب مفتى الديار السعودية ورئيس قضاتها

الشيخ محمد بن إبراهيم
هو العلامة الجليل الأصولي المحدث الفقيه الشيخ محمد بن الشيخ إبراهيم بن الشيخ عبد اللطيف بن الشيخ عبد الرحمن بن حسن ابن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب مفتى الديار السعودية ورئيس قضاتها في حياته _ رحمه الله_.
مولده:
ولد في مدينة الرياض في السابع عشر من شهر محرم سنة ألف وثلاثمائة وإحدى عشرة من الهجرة ونشأ في كنف والده الشيخ إبراهيم ولما بلغ الثامنة من عمره أدخله مدرسة تحفيظ القرآن عند مقريء يدعى عبد الرحمن بن مفيريج فختم القرآن نظرا وهو في الحادية عشرة من عمره وطرأ عليه العمى وهو في الرابعة عشرة من عمره فأعاد قراءة القرآن مرة أخرى عن ظهر قلب حتى ختمه وحفظه حفظا تاما ثم شرع في قراءة العلم في مختصرات الشيخ محمد بن عبد الوهاب ومبادىء النحو والفرائض على والده1 الشيخ إبراهيم ثم شرع في القراءة على عمه الشيخ عبد الله ابن الشيخ عبد اللطيف في كتاب التوحيد ثم في العقيد الواسطية والحموية لشيخ الإسلام ابن تيمية وقرأ عليه في أصول التفسير والحديث وقرأ على الشيخ سعد ابن الشيخ حمد بن عتيق في الفقه ومصطلح الحديث ولازمه ملازمه تامة وقرأ على الشيخ حمد بن فارس في الألفية وغيرها من المؤلفات النحوية وقرأ عليه في الفقه وقرأ على الشيخ عبد الله بن راشد بن جلعود العنزي نزيل مدينة الرياض آنذاك في الفرائض ولم يزل مجدا في طلب العلم إلي أن توفي عمه الشيخ عبد الله ابن الشيخ عبد اللطيف سنة 1339 هـ فعينه الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود خلفا لعمه 1 في الفتيا وإمامة المسجد والتدريس فصار يؤم الناس الفروض الخمسة في مسجد عمه المشهور بمسجد الشيخ بحي دخنة 2 ويجلس فيه لطلبة العلم يقرأون عليه في مختلف العلوم وفي سنة "1345هـ"أرسله جلالة الملك عبد العزيز أل سعود إلي أهل الغطغط لما غلوا في الدين وشددوا فيه تشديدا ينافي الشرع فمكث عندهم ستة شهور يبين لهم معاني الكتاب والسنة وعبارات رسائل علماء دعوة التوحيد السلفية ويحذرهم من العلو ومجاوزة الأمور المحظورة ثم رجع إلي الرياض واستمر في نشر العلم وتعليمه.
طريقة تدريسه أوقات جلوسه:
فكان _ رحمه الله _ إذا صلى الفجر جلس في المسجد يقرأ عليه صغار الطلبة في الآخرومية في النحو، وبعدهم يقرأ عليه متوسطو الطلبة في القطر لابن هشام في النحو، وبعدهم يقرأ عليه كبار الطلبة في ألفية ابن مالك وشرح ابن عقيل، فإذا انتهوا من قراءة النحو في الألفية والشرح فرأوا عليه في الفقه في متن زاد المستقنع غيبا، فإذا قرأ آخرهم وسكت أخذ الشيخ في إعادة ما قرأوه من المتن من حفظه وشرع يتكلم على العبارات ويوضح معاني الكلمات فإذا انتهى شرع أحد الطلاب في قراءة شرح الزاد المسمى الروض المربع شرح زاد المستقنع قراءة ترتيل يقف عند كل فقرة وجملة والشيخ يعلق على عبارات الشارح وجمله بكلام يوضح المعنى ويزيح الإشكال، ويصور المسائل تصويرا ملموسا يقرب المعاني الفقهية إلي أذهان الطلبة ويقرر قواعدها في نفوسهم لأنه _ رحمه الله _ آخذ بناصية علم الفقه ومتبحرفيه تبحرا عظيما، فإذا انتهى من تقريره على الفقه شرعوا في القراءة عليه في بلوغ المرام، فإذا أشارت الساعة إلي الواحدة نهارا انصرف إلي داره وجلس فيها فإذا حانت الساعة الثالثة جاءه كبار الطلبة وخواصهم وقرأوا عليه إلي الساعة الخامسة نهارا ثم انصرفوا فإذا أذن الظهر خرج وصلى بالناس في المسجد وجاء أهل المطولات وقرأوا عليه في مختلف الكتب بجامع الترمذي وصحيح البخاري وزاد المعاد وهدي خير العباد، فإذا انتهوا قرأ عليه بعض الطلبة في بعض المتون العلمية غيبا مثل كتاب التوحيد والعقيدة الواسطية، فإذا أذن العصر خرج إلي داره وجدد الوضوء ثم رجع وصلى بالناس العصر وجلس في المسجد يقرأ عليه أحد أعيان الطلبة في بعض الردود، فإذا انتهى قرأ عليه جملة من الطلبة في مصطلح الحديث، فإذا انتهوا قرأوا عليه في العقيدة الحموية لشيخ الإسلام ابن تيمية، فإذا بقى على أذان المغرب مقدار نصف ساعة خرج إلي داره فإذا أذن المغرب جاء وصلى بالناس ثم جلس في المسجد للطلبة يقرأون عليه علم الفرائض المواريث، فإذا ختم أذان العشاء قام من حلقة درس الفرائض إلي الصف الأول وتنقل ثم أمر القارىء فشرع يقرأ عليه في تفسير ابن كثير إلي الساعة الثانية والنصف فيأمر بإقامة صلاة العشاء، فإذا أقيمت وصلى بالناس تنقل واوتر وخرج إلي داره وهي قريبة من مسجده واستمر على هذا الترتيب في الدروس بهذه الصفة من عام 1339هـ إلي عام 1380هـ حيث ترك جميع الدروس ما عدا درس الفقه وبلوغ المرام فانه لم يترك الجلوس لهما بعد صلاة الفجر إلي أن حبسه المرض.
وقد تخرج على يديه أفواج من العلماء كثيرون شغلوا مناصب القضاء والتدريس والدعوة إلي الله والإرشاد، وحسبنا أن نشير إلي البعض منهم إشارة موجزة في هذه الترجمة المقتضبة على النحو الآتي: 
1_ الشيخ العلامة الجليل عبد الله بن محمد بن حميد، الرئيس العام للإشراف الديني بالمسجد الحرام.
2_ الشيخ عبد العزيز بن باز، رئيس الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة.
3- الشيخ عبد الله بن يوسف الوابل نزيل أبها في هذا الوقت.
4_ شيخنا الشيخ عبد الله بن سليمان المسعري رئيس ديوان المظالم.
5_ شيخنا الشيخ عبد العزيز بن ناصر بن رشيد رئيس هيئة التمييز بالمنطقة الشرقية
6_ الشيخ عبد الملك بن إبراهيم ابن الشيخ عبد اللطيف شقيق المترجم رئيس هيئات الأمر بالمعروف بالمنطقة الغربية.
7_ الشيخ عبد العزيز ابن الشيخ عبد الله بن حسن آل الشيخ.
8_ الشيخ صالح 1 ابن الشيخ عبد الله بن حسن آل الشيخ.
9_ الشيخ عبد الرحمن بن فارس أحد قضاة الرياض حاليا.
10_ الشيخ عبد الرحمن بن سعد من بلد ملهم المعروفة بنجد.
11_ الشيخ إبراهيم بن سليمان من آل مبارك أهل بلدة حريملاء تولي قضاء الخرمة والأفلاج وتوفي _ رحمه الله _
12_ الشيخ محمد بن عبد العزيز ابن الشيخ حمد بن عتيق توفي _ رحمه الله _.
13_ الشيخ عبد الله بن عمر بن دهيش رئيس محكمة مكة المكرمة سابقا.
14_ الشيخ سليمان بن عبيد السلمي رئيس محكمة مكة حاليا.
15_ الشيخ عبد العزيز بن عجلان من بلدة نعام المعروفة.
16_ الشيخ محمد بن مسلم آل عثيمين.
17_ الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله بن فريان من أهل مدينة الرياض الأقدمين.
18_ وابنه 1 الشيخ إبراهيم ابن الشيخ محمد بن إبراهيم نائب المفتى الأكبر.
19_ وابنه الشيخ عبد العزيز ابن الشيخ محمد بن إبراهيم مدير المعاهد والكليات.
20_ الشيخ راشد بن صالح بن خنين.
21_ الشيخ سعود بن رشود رئيس محكمة الرياض في حياته _ رحمه الله _
22_ الشيخ ناصر الحناكي.
23_ الشيخ سعد بن غرير.
24_ الشيخ سعد بن محمد بن فصل آل مبارك من آل مبارك أهل بلدة حريملاء.
25_ الشيخ محمد بن مهيزع. أحد قضاه الرياض حاليا.
26_ الشيخ عبد الله بن بكر توفي _ رحمه الله _
27_ محمد السحيباني.
28- صالح السحيباني.
29_ حسن بن مانع.
30_ إبراهيم بن نغيمش.
31_ زيد بن فياض.
32_ محمد ابن الشيخ عبد الرحمن بن قاسم.
33_ عبد العزيز بن محمد بن صالح بن شلهوب.
34_ أحمد بن قاسم.
وقرأ عليه غير هؤلاء خلق كثير لا يحضرني ذكرهم ولا معرفة أسمائهم مؤلفاته:
ألف مؤلفات وكتب رسائل كثيرة وله فتاوى تبلغ مجلدات جمعها ورتبها الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن قاسم جامع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية وله فتاوى غير ما جمعه ابن قاسم تبلغ عدة مجلدات لا تزال محفوظة في ملفات دار الإفتاء بمدينة الرياض. وبلغني أن النية متجهة إلي ترتيبها وتحقيقها وتبويبها والقيام بطبعها، وله مجموعة حديث في الأحكام رتبها على أبوب الفقه لا تزال محفظة في ملفتها، وله معرفة بالعروض ويقرض الشعر على طريقة العلماء له مرثية في عمه الشيخ عبد الله ابن الشيخ عبد اللطيف تبلغ أبياتها خمسة وخمسين بيتا، ومطلعها:
على الشيخ عبد الله بدر المحافل ... نريق كصوب الغاديات الهواطل
وله أربعة أبيات رثاء في الشيخ عمر بن سليم.
سنوردها في ترجمة الشيخ عمر بن سليم _ إن شاء الله _
وظائفه وأعماله التي قام بها:
أستمر في إمامة مسجد عمه الشيخ عبد الله المعروف بمسجد الشيخ وتدريس الطلاب فيه من عام 1339 هـ إلي قبيل وفاته. وفي عام 1373هـ أنشئت دار الإفتاء والإشراف على الشؤون الدينية تحت رئاسة سماحته، وفي عام 1376هـ 1 
أنشئت رئاسة القضاة تحت رئاسة سماحته في نجد والمنطقة الشرقية والمنطقة الشمالية، وبعد وفاة سماحة الشيخ عبد الله بن حسن آل الشيخ _ رحمه الله _ سنة 1378هـ رئيس القضاة بالحجاز والمنطقة الغربية _ ضمت رئاسة القضاة بالحجاز والمنطقة الغربية إلي سماحة المترجم فصار رئيس قضاة المملكة العربية السعودية عامة.
أعمال سماحته المتعلقة بالمدارس والمعاهد والكليات:
في عام 1369هـ عرض سماحته على جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود فكرة إنشاء معهد علمي بمدينة رياض، فأمر جلالته - رحمه الله - بإنشاء هذا المعهد وتخصيص مكافآت سخية لطلابه تحت إشراف سماحته، وتم افتتاح هذا المعهد المشار إليه عام 1370هـ واسند سماحته إدارته إلي شقيقه الشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم واختار سماحته عددا وفيرا من تلامذته وألحقهم بالسنة الثالثة من العهد المذكور نظرا لقراءتهم عليه وتحصيلهم السابق المعادل للسنة المذكورة.
وفي عام 1373هـ أنشئت كلية الشريعة بمدينة الرياض فالتحق بها خريجو المعهد المذكور، وفي عام 1374هـ تحصل سماحته على أمر ملكي يخوله افتتاح فروع المعهد فأمر سماحته بافتتاح ستة معاهد في كل من بريدة وشقراء والأحساء والمجمعة، ومكة المكرمة وسامطة من أعمال جازان، ثم بدأت فروع هذا المعهد تنتشر في جميع أنحاء هذه المملكة1 وفي عام 1374هـ أنشئت كلية اللغة العربية بمدينة الرياض.
هذه بعض الأعمال التي كان يقوم بها ويضطلع بأعبائها في حياته، وقد أوردنا ملخصا يتضمن جميع الأعمال المنوطة بسماحته في ملحق خاص وضعناه في آخر هذا المترجمة ليرجع إليه من شاء الإطلاع ومعرفة ما كان ينوء به الفقيد من الأعمال العظيمة التي لا يستطيع القيام بها إلا من كان في مستواه من العلم ورجاحة العقل والاتزان ومعرفة موارد الأمور ومصادرها.
وفاته رحمه الله:
توفي ظهر يوم الأربعاء في الرابع والعشرين من شهر رمضان سنة ألف وثلاثمائة وتسع وثمانين عن عمر بلغ ثمانيا وسبعين سنة وثمانية شهور وثمانية أيام، وانزعج الناس لموته وحزنوا عليه حزنا شديدا وصلوا عليه في الجامع الكبير وأم الصلاة عليه الشيخ عبد العزيز بن باز وبعد فراغهم من الصلاة خرجوا به إلي المقبرة محمولا على الأعناق وكان الجمع عظيما والزحام شديدا وشيعه إمام المسلمين جلالة الملك فيصل آل سعود والعلماء والأمراء والوزراء وجميع سكان مدينة الرياض وقبر بمقبرة العود، وخلف أربعة أبناء هم الشيخ عبد العزيز والشيخ إبراهيم واحمد وعبد الله، وقد رثاه العلماء والأدباء والشعراء نثرا ونظما، ويكفي أن نشير إشارة خاطفة في هذه الترجمة الموجزة إلي بعض من رثاه مرتبين على النحو الآتي:
1_ الشيخ راشد بن صالح بن خنين رثاه نثرا بعنوان "حادث جلل"
2_ الشيخ حمد بن محمد بن فريان.
3_ الشيخ سعد بن العزيز بن عبد الرحمن بن رويشد رثاه نثرا بعنوان "فقيد الإسلام"
4_ ابنه عبد الله ابن الشيخ سعد بن عبد العزيز بن رويشد رثاه نثرا بعنوان "فجيعة مملكة في شيخ القضاء وقاضي العلماء".
5_ ورثاه شعرا الشيخ عبد الله بن إدريس بقصيدة تبلغ أبياتها عشرين بيتا ومطلعها:
ما عاش إلا للعلوم وشرعة الأنصاف ... وقضى الحياة مكرم الأوصاف
6_ ورثاه الدكتور محمد عبد المنعم الخفاجي بقصيدة طويلة تبلغ أبياتها زهاء ثلاثة وخمسين بيتا ومطلقها:
أمات الشيخ هل ذهب الإمام ... وطار به إلي الخلد الغمام
7_ ورثاه الدكتور كامل الفقي مدرس بكلية اللغة العربية بالرياض رثاه بقصيدة تبلغ أبياتها اثنين وثلاثين بيتا ومطلعها:
دهي الجزيرة خطب ليس يحتمل ... فلتنفطر مهج ولتنهمر مقل
8_ ورثاه الشيخ محمد بن عبد العزيز بن هليل المستشار الشرعي بديوان المظالم بقصيدة تبلغ أبياتها أربعة وثلاثين بيتا ومطلعها:
على شيخنا الحبر الجليل محمد ... حفيد أمام المسلمين محمد
محقق توحيد الإله بدعوة ... تجلت بنهج مستبشر محمد
9_ ورثاه نجله الشيخ عبد العزيز ابن الشيخ محمد مدير المعاهد والكليات بقصيدة تبلغ أبياتها ثلاثة وعشرين بيتا ومطلعها:
خطب دهي فبكى له العلماء ... وبكت لهول مصابه العقلاء
10_ ورثاه نجله الشيخ إبراهيم ابن الشيخ محمد نائب المفتي الأكبر بقصيدة تبلغ أبياتها ثلاثين بيتا ومطلعها:
مصاب كبير وجرح اليم ... ورزء عظيم وخطب جسيم
ورثاه معالي الشيخ حسن ابن الشيخ عبد الله بن حسن آل الشيخ بهذه الكلمة التي نشرت في الصفحة الأولي من العدد الخاص من جريدة الدعوة عدد 231الاثينين 13شوال عام 1389هـ فقال تحت عنوان "عالم فقدناه":
صنفان من الناس يترك فقدهما فراغا كبيرا وهزة بعيدة المدى بل وربما يؤدي ذهابهما إلي الاضطراب والحسرة، وهم العلماء المحققون والزعماء المخلصون، والأمم في كل مراحل حياتها لا تستغني عن أوليك ولا هؤلاء، لأنها بالعلماء تعرف واجباتها نحو ربها ودينها وتمضي في حياتها على بصيرة، وبالزعماء تنتظم معيشتها فتأمن بهم السبل ولا يمكن لأي إنسان أن يقف صامتا عندما يشهد انحدار أو تهاوي إحدى الدعامات التي يقوم عليها مجتمعه، ونحن بما فقدنا قبل أيام بوفاة صاحب السماحة مفتي الديار السعودية الشيخ محمد بن إبراهيم نجد أنفسنا بشبه الدوامة الحائرة من الأسف والأسى، فالفقيد شخصية علمية لامعة وحياته كانت جهادا متلاحقا في سبيل العلم والتعليم وكان أبرز صفاته بعد علمه الواسع عقله الكبير فلقد كان يتحلى بعقل راجح يحجزه عن الاندفاع والتسرع بل لقد كان عند النوائب صامدا كالطود لا يتزعزع وتلك ميزة ينفرد بها القلائل من الرجال ثم لقد كان _ رحمه الله _ صبورا على التزاماته الكثيرة وجلدا على أدائها وحتى الأيام الأخيرة من حياته يمارس كل واجباته والتزاماته بعزيمة صلبة لا تعرف الملل وميزة الصبر غالية نحتاج إليها الرجال العاملون.
وكلمتي هذه ليست تعدادا لفضائله أو مناقبه فهي تقع تحت حصر لكنها تعبير رمزي لمشاعري نحو فقده وأسفي لوفاته تغمده الله بواسع رحمته وألهمنا جميعا فيه العزاء والصبر وأصلح عقبه و"إنا لله وإنا إليه راجعون". آخر هذه الكلمة التي صورت للقارئ ما كان يتصف به الفقيد من العلم ورجاحة العقل وما كان يتحلى به من الصبر على ما أنيط به من الأعباء الجسيمة رحمه الله وعفا عنه.
وسيرى القارئ على الصفحة التالية ملحقا في ملخص أعمال سماحته1 التي كان يشغلها ويقوم بأعبائها في حياته تغمده الله برحمته وغفرانه
ملحق في ملخص أعمال سماحته:
نلخص أعمال سماحته ومسؤولياته فيما يأتي:
1_ دار الإفتاء.
2_ رئاسة القضاء.
3_ رئاسة الكليات والمعاهد العلمية.
4_ رئاسة الجامعة الإسلامية التي أسست بالمدينة المنورة سنة 1381هـ وبعد وفاه سماحته أسندت رئاستها إلي الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز في 15- 9 -1390هـ.
5_ رئاسة دور الأيتام التي ضمت فيما بعد إلي وزارة العمل والشؤون الاجتماعية.
6_ الإشراف على رئاسة تعليم البنات.
7_ رئاسة المعهد العالي للقضاء.
8_ رئاسة المجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي.
9_ رئاسة المكتبة السعودية التي أنشئت بجوار مسجد سماحته بحي دخنة عام 1370
10_ رئاسة المعهد الإسلامي في نيجريا.
11_ رئاسة المجلس العالي للقضاء.
12_ رئاسة معهد إمام الدعوة.
13_ خطيب الجامع الكبير وإمام العيدين.
14_ إمام مسجد دخنة الكبير المعروف بمسجد الشيخ من عام 1339هـ إلي أن توفي _ رحمه الله _.
15_ الإشراف على نشر الدعوة الإسلامية في إفريقيا.
16_ رئيس مؤسسة الدعوة الإسلامية الصحفية التي تصدر عنها الآن جريدة الدعوة.
17_ بدأ في إنشاء مجلس هيئة1 كبار العلماء وأثبت في ميزانية عام 1389هـ غير أن المنية وافت سماحته _ رحمه الله _ قبل أن يباشر المجلس أعماله.
18_ الإشراف على ترشيح الأئمة والمؤذنين.
19- تعيين الوعاظ والمرشدين.
هذا موجز أعمال سماحته التي كان يضطلع بها في حياته_ رحمه الله _ تعالى _.
نشر :