الشيخ صالح بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن حسين بن الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله

الشيخ صالح بن عبد العزيز
هو العالم الورع التقي الفاضل الشيخ صالح بن عبد العزيز ابن الشيخ عبد الرحمن ابن الشيخ حسين ابن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب.
مولده:
ولد ببلدة السلمية 1 من بلدان الخرج بنجد عام 1287 هـ وتوفي والده وهو في السابعة من عمره، فانتقل مع والدته إلي مدينة الرياض مقر أخواله وعشيرته فنشا في كفالة ابن عمه الشيخ حسن2 وقرأ عليه القرآن حتى ختمه نظرا وعن ظهر قلب وقرأ عليه مباديء العلوم ومختصرات شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، ولما بلغ سن الرشد تزوج واستقل بنفسه وأخذ بأسباب البيع والشراء فمنحه الله التوفيق ووسع له في الرزق ولم يصده ذلك عن تعلم العلم النافع ومواصلة الطلب بل صار له خير حافز ومعين.
مشائخه:
شرع في القراءة على الشيخ عبد الله بن الشيخ عبد اللطيف في العقائد والحديث والتفسير، وقرأ عليه منهاج السنة لشيخ الإسلام أحمد بن تيمية تسميعا من أوله إلي آخره ولازمه ملازمة تامة، وقرأ على الشيخ عبد الله الخرجي والشيخ حمد بن فارس في الفرائض وقرأ في الفقه على الشيخ الفقيه محمد بن محمود. وكان _ رحمه الله _ مهايا قوي البنية فيه حمية دينية ووطنية صادقة.
لما استولى الملك عبد العزيز على مدينة الرياض سنة 1319هـ وقضى على حامية ابن رشيد وأمر ببناء سور مدينة الرياض وتحصينها عن العدو بأسرع ما يمكن قام المترجم ببناء قسم كبير من السور بيده وأجرة العمال الذين يساعدونه في البناء على حسابه ثم اخذ بعد ذلك يغزو غزوات عديدة مع الملك عبد العزيز آخرها غزوة جراب 1 وقد جرح في تلك الغزوة وأبلى فيها بلاء عظيما.
توليه قضاء الرياض:
وفي سنة 1337هـ ولاه الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله _ قضاء مدينة الرياض وقراها للحضر وعين قبله لقضاء البوادي الشيخ سعد بن حمد ابن عتيق، وبعد وفاة الشيخ سعد بن حمد بن عتيق ضم إليه الملك قضاء البادية فصار يقضي بين البادية والحاضرة وكان _ رحمه الله _ مثال القاضي النزيه العادل في أحكامه واستمر في وظيفة القضاء المذكورة إلي سنة 1352هـ حيث أصيب بألم شديد في رأسه وعينيه استعفى بسببه عن القضاء فأعفاه الملك عبد العزيز _ رحمه الله _ والح عليه الملك في السفر إلي مصر لعلاج رأسه وعينية فسافر إلي مصر على نفقة الملك عبد العزيز سنة 1354هـ ومكث بها أربعين يوما تحت العلاج ثم رجع بدون جدوى، ولازمه هذا الألم الشديد نحو مدة عشرين سنة.
تدريسه وتلامذته:
كان _ رحمه الله _ في حال صحته وعافيته إماما يصلي بالناس الفروض الخمسة في مسجده الذي يقع في الجهة الشرقية الشمالية "بحي دخنة" 1 ويعرف باسم مسجد ابن شلوان2 فإذا صلى الظهر جلس بهذا المسجد لطلبة العلم يقرأون عليه في زاد المستقنع وغيره من كتب العلم إلي قريب العصر فأخذ عنه العلم عدد كثير أعرف منهم ابنه الشيخ محمدا والشيخ عبد العزيز ابن سوداء.
وفاته:
تمكن منه المرض الذي ذكرناه آنفا وألزمه الفرش مدة خمس سنوات وتوفي آخر شهر شعبان سنة 1372 هـ بمدينة الرياض عن عمر بلغ خمسا وثمانين سنة وحزن عليه الخلق وصلى عليه الناس بالمسجد الجامع الكبير وحمل على أكتاف المشيعين إلي مقبرة العود ودفن بها وخلف ستة أبناء هم: عبد الله 3 والشيخ محمد، وحسين والشيخ إبراهيم 4 وعبد المحسن، وأحمد.
رحم الله فقيد العلم والورع الشيخ صالح بن عبد العزيز غفر له وأسكنه فسيح جناته انه سميع مجيب وصلى الله على محمد وآله وسلم.
نشر :