الشيخ عمر بن حسن آل الشيخ رحمه الله

سماحة الشيخ عمر بن الشيخ حسن آل الشيخ:

هو العلامة المحق الجليل المتقن شيخنا الشيخ عمر ابن الشيخ حسن ابن الشيخ حسين ابن الشيخ علي ابن الشيخ حسين ابن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رئيس هيئات الأمر بالمعروف في نجد والمنطقة الشرقية وخط "التابلاين""
مولده:
ولد سماحة هذا العالم الشهير بمدينة الرياض عام ألف وثلاثمائة وتسعة عشر من الهجرة ونشأ في كيف والده الشيخ حسن نشأة دينية علمية ولما بلغ السابعة من عمرة أدخله والده مدرسة تحفيظ القرآن عند مقريء بدعي إبراهيم بن عيسي بن رضيان من مشاهير حملة القرآن في زمنه، أتقن القرآن حفظا وتجويدا حيث قرأه على الشيخ البطيحي المشهور في وقته بالحفظ ومعرفة قواعد التجويد لقراءته علي الشيخ ابن سهل الذي تلقى علم القراءات والتجويد على العلامة الشيخ عبد الرحمن بن حسن ابن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب فقرأ سماحته القرآن على هذا المقرئ المذكور ثم قرأه عن ظهر قلب وهو في الثامنة من عمره على والده الشيخ حسن رحمه الله.
ابتداء طلبه العلم ومشائخه:
شرع سماحته في طلب العلم وهو في السنة التاسعة من عمره فقرأ على والده العلامة كتاب التوحيد عن ظهر قلب وكشف الشبهات وكتاب آداب المشي إلي الصلاة وقرأ عليه متن الآجرومية في النحو وأرجوزة الرحبية في الفرائض وابتدأ بعد ذلك في القراءة على الشيخ العلامة عبد الله بن الشيخ عبد اللطيف فقرأ عليه مجموعة التوحيد غيبا من أولها إلي رسالة بيان النجاة والفكاك حيث وقف على هذه الرسالة بأمر شيخه ثم أعاد قراءة المجموعة على شيخه المذكور ثلاث مرات وعاود القراءة على والده الشيخ حسن فقرأ عليه قطر الندي وشرحه وقرأ عليه ألفية ابن مالك وشرح الرحبية في الفرائض وقرأ على الشيخ حمد بن فارس ملحة الأعراب للحريري وشرحها لبحرق وقرأ عليه ألفية ابن مالك في النحو وقرأ عليه مختصر المقنع وشرحه ثم قرأ على والده الشيخ حسن أصول الفقه ومختصر المقنع وشرحه من أوله إلي آخره _ ثلاث مرات وقرأ عليه رد الشيخ عبد اللطيف ابن الشيخ عبد الرحمن بن حسن على داود بن جرجيس _ ثم عاود القراءة على سماحة العلامة الشيخ عبد الله بن الشيخ عبد اللطيف فقرأ عليه صحيح الإمام البخاري وجامع الترمذي وتهذيب السنن للإمام ابن القيم وقرأ عليه متن الطحاوية وشرحها وقرأ على الشيخ العلامة سعد بن حمد بن عتيق تفسير العماد إسماعيل ابن كثير من أوله إلي آخره ومسند الإمام أحمد بن حنبل وقرأ عليه رد الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبي بطين على داود بن جرجيس وقرأ عليه فتاوى 1 شيخ الإسلام ابن تيمية وقرأ عليه مختصر المقنع وشرحه من أوله إلي الوقف وصحب سماحة أخيه الشيخ عبد الله إلي هجرة الارطاوية لإرشاد البوادي المقيمين بها وتعليمهم واجبات الإسلام والدين فقرأ عليه ألفية ابن مالك وصحيح الإمام وصحيح الإمام مسلم وسنن أبي داود وقرأ عليه الروض المربع شرح زاد المستقنع من أوله إلي أخره وبعد هذه القراءات الكثيرة قرأ على والده الشيخ حسن بمزاملة أخيه ال االشيخ عبد الله متن المنتهى وشرحه وذلك عام 1339 وكان يتولى القراءة أخوه سماحة الشيخ عبد الله وسماحة المترجم معه نسخة خطية يتابع فيها قراءة أخيه وهذه القراءة المذكورة آخر قراءة له على أشياخه.
إجازاته العلمية:
تحصل على إجازة من الشيخ أحمد الكتاني أثناء وجوده بمكة المكرمة بجميع مروياته وأسانيده المتصلة إلي مؤلفي الأمهات الست وتحصل على إجازة من الشيخ تقي الدين الهلالي بجميع مروياته.
أعمال سماحته:
تقلد وظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر معاونا لابن عمه الشيخ عبد العزيز ابن الشيخ عبد اللطيف بتكليف من الإمام عبد الرحمن بن فيصل رحمه الله عام 1336 وعمر سماحته ذلك اليوم لا يتجاوز السابعة عشرة سنة وفي عام 1345 _ ولاه الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود رئاسة هيئات الأمر بالمعروف بنجد، فقام بواجب ما وكل إليه خير قيام، حيث كان غيورا على محارم الله، قويا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا تأخذه في الله جل وعلا لومة لائم يتتبع أهل الجرائم وينفذ فيهم بدون رأفة ولا هوادة حكم الشرع الشريف فهابه أهل الفسوق من العصاة وانزجروا _ وفي عام 1372 هـ ضمت إلي سماحته المنطقة الشرقية وخط التابلاين وجميع بلدان نجد وقريات الملح إلي وادي الدوائر فصارت جميع هيئات هذه المناطق والبلدان تابعة لسماحته من ذلك التاريخ إلي هذا اليوم متع الله بحياته وأمده بمزيد من الإعانة التوفيق.
مؤلفاته:
له مجموع رسائل أجوبة علمية وجهت إليه من بلدان نجد وغيرها تبلغ ثلاثة مجلدات ونية سماحته متجهة إلي ترتيبها وطبعا إن شاء الله ولسماحته معرفة بالعروض ويقرض الشعر على طريقة العلماء _ له عدة قصائد منها قصيدة رثاء في العلامة الشيخ عبد الله ابن الشيخ عبد اللطيف تبلغ مائة بيت ومطلعها:
على الحبر بحر العلم شمس المعالم ... وبدر الدجا فليبك كل العوالم
بكا بدموع وكفها مترادف ... بعد هتون المد جنات السواجم
قصيدة رثاء في والده العلامة الشيخ حسن تبلغ ستعين بيتا ومطلعها:
على الحبر بحر العلم شيخي ووالدي ... وقطب رحا ذا الدين جم المحامد
وقصيدة تهنئة للملك المرحوم عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود بمناسبة دخول جلالته الحرمين عام 1343 هـ تبلغ أبياتها مئة وأثني عشر بيتا ومطلعها:
أنجم بدا في الأفق أم ذلك البدر ... أم البار العالي أضاءت له المدر
أم الشمس أضحت ليس من دون أفقها ... سحاب والاغيم هناك ولا قتر
بلى قد تبدى طالع السعد والمنى ... فضاء فضاء الدين وأنفلق الفجر
وسماحته مشهور بالتقوى، يحيي غالب الليل قراءة وتهجدا، ويتابع بين الحج والعمرة كل عام، ويلتقي بكبار علماء الأمصار الوافدين للحج، ويقيم لهم المآدب ويكرمهم، ويناقشهم في مهام الشرع وأصول الدين وفروعه ويقنعهم عند النزاع بدلائل الكتاب والسنة وأقوال سلف الأمة، لأن الله وهبه الإحاطة والشمول وجمع له بين الحفظ والفهم وسعة الاطلاع وقوة الذاكرة، وسرعة البديهة في استحضار نصوص الكتاب والسنة وأقوال أهل العلم من المفسرين والفقهاء وغيرهم الشيء الذي لا يعرفه ويتصوره إلا من قدر له ارتياد مجالس سماحته والاستماع إلي ما تمليه حفظا من النصوص والأحاديث ومسائل أصول الدين والفقه وغير ذلك من أشعار العرب وشواهد اللغة وأقوال المفسرين وغيرهم من أهل العلم هذا إلي جانب ما يتصف به سماحته من كرم الأخلاق والتواضع الجم فهو على هدي علماء السلف الصالح وسمتهم لا يعرف الكبر إلي قلبه العامر بالإيمان سبيلا.
أبناؤه:
أنعم الله على سماحته ببنين وحفدة حيث أنجب ستة أبناء هم: الشيخ حسن، الشيخ حسين وعبد الله وعبد العزيز ومحمد وعبد المجيد _ ولكل واحد من الشيخ حسن والشيخ حسين عدة أبناء.
مد الله في عمر سماحة المترجم الشيخ عمر وجعلهم قرة عين له ومتع المسلمين ببقائه - وصلي الله على محمد وآله وسلم.
نشر :