هذه عقيدة الإمام محمد بن عبد الوهاب

سلطان بن عبد الرحمن العيد

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)) ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)) ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً*يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)). أما بعد :

فإن من رحمة الله سبحانه وتعالى بأهل الإسلام في هذه القرون المتأخرة؛ قيام دعوة التوحيد على يد المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله وغفر له، نعم .. إنها دعوة سلفية نقية، تهتدي بما كان عليه السلف الصالح رضي الله عنهم وأرضاهم، وتدعو إلى توحيد الله سبحانه وتعالى، ونبذ البدع والخرافات والشركيات، وسنة الله سبحانه وتعالى في أنبيائه ورسله وأتباعه ماضية، قال الله جل وعلا: ((وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً))، وقال ربنا سبحانه وتعالى: ((يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)) .

لقد اجتهد دعاة الباطل في صدّ الناس عن دعوة الإمام المجدد، وبذلوا ما استطاعوا في سبيل تشويهها وصرف أتباعهم عنها، ولكن الله ناصر دينه، قال الله جل وعلا: ((إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ)) ، لقد هلك أولئك البطالون الصادون عن توحيد رب العالمين، وبقيت دعوة أهل السنة منصورة مؤيدة، فارتقت في جنبات أرض جزيرة العرب وارتفعت كلمة التوحيد الخالصة لله سبحانه وتعالى، وكان هذا إيذاناً بتدمير دولة الطاغوت التي تمثلها قباب الموتى وأضرحة الأولياء، التي يعبد عندها غير الله سبحانه وتعالى، وتقدم فيها القرابين لغيره جل وعلا، وما يغري به الشيطان أتباعه من الاستعانة والاستغاثة بهؤلاء، وبالشجر والحجر والمغارات.

لقد كان هذا إيذاناً بأن هذه البلاد بلاد توحيد وسنة لا محل فيها للبدع والمحدثات، إنما هو كتاب الله وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وما كان عليه السلف الصالح رضي الله عنهم وأرضاهم، لقد وقفت أمام هذه الدعوة السلفية النقية قوى الشر مجتمعة ممثلة في رجال لا يعرفون من الإسلام إلا اسمه، عاشوا حياتهم سدنة لقباب الأولياء والصالحين وأضرحتهم، دعاة إلى الشركيات والبدع والخرافات باسم محبة الأولياء والصالحين، فكادوا للدعوة كيداً عظيماً ومكروا مكراً كباراً، ولكن يأبى الله إلا أن يظهر دعوة أهل السنة.

لقد نجحت دعوة الإمام المجدد وأتباعه نجاحاً منقطع النظير، نجحت في رد المسلمين إلى ربهم وخالقهم، ونجحت في جعل العبادة خالصة لوجه الله سبحانه وتعالى، ونجحت في إبطال فرية الأدعياء والمبطلين القائلين: بأن الإسلام قد استنفذ أغراضه ولن تقوم له بعد قائمة ولن تقوم له دولة، فإذا بجيوش الموحدين تزلزل عروش الجاهلية، وتقض أركان الوثنية، وترهب أعداء الله وأعداء دينه، فما هي إلا سنوات من الجهاد والدعوة والبذل، وإذا بجزيرة العرب قد عمها الخير والتوحيد والسنة، وانقشعت عنها سحب الشركيات والبدع والخرافات، فأعز الله أهل التوحيد والسنة، وأخزى أهل الشرك والبدعة، فاللهم ارحم أولئك الأئمة الأخيار الذين جاهدوا في سبيل نشر السنة ورد الناس إلى التوحيد والإيمان.

 لقد اجتهد الخرافيون والقبوريون في بث الدعايات الباطلة ضد دعوة أهل السنة، فوصفوها بالوهابية، وزعموا أنها دين جديد، وادَّعوا أن أهلها لا يصلون على النبي صلى الله عليه وسلم، وكذب بعضهم فادعى أن الإمام المجدد رحمه الله وغفر الله محمد بن عبدالوهاب يدعي النبوة سراً !! وأنه لا يؤمن بكرامات الأولياء ! إلى غير ذلك من الأباطيل، ولكن الله يدافع عن الذين آمنوا، فتكشف للناس كذب أولئك الأفاكين وظهر صدق الإمام المجدد وصفاء دعوته وأنها دعوة سنية سلفية، تحارب البدع والخرافات، وتنادي بتحكيم كتاب الله وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم.

لقد كان الإمام المجدد يشرح دعوته ويعلنها للناس، فلم يكن ثَمّ سرّ يخفيه، إنما هو الصدع والجهر بدين الله، فكان يبين دعوته وعقيدته، ويكتب بذلك إلى القرى والأمصار، ومن ذلك ما كتبه لأهل القصيم لما سألوه عن عقيدته فأجابهم وفصل القول في بيان دعوته، في كلام عظيم متين، قال رحمه الله وغفر له :

" أشهد الله ومن حضرني من الملائكة وأشهدكم أني أعتقد ما اعتقدته الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة؛ من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت والإيمان بالقدر خيره وشره، ومن الإيمان بالله: الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه على لسان رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، من غير تحريف ولا تعطيل، بل أعتقد أن الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، فلا أنفي عنه ما وصف به نفسه، ولا أحرف الكلم عن مواضعه، ولا ألحد في أسمائه وآياته، ولا أكيف ولا أمثل صفاتِه تعالى بصفات خلقه؛ لأنه تعالى لا سمي له ولا كفء له ولا ند له ولا يقاس بخلقه، فإنه سبحانه وتعالى أعلم بنفسه وبغيره، وأصدق قيلا وأحسن حديثا، فنزه نفسه عما وصفه به المخالفون من أهل التكييف والتمثيل، وعما نفاه عنه النافون من أهل التحريف والتعطيل فقال: ((سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)) .

والفرقة الناجية وسط في باب أفعاله تعالى بين القدرية والجبرية، وهم وسط في باب وعيد الله بين المرجئة والوعيدية، وهم وسط في باب الإيمان والدين بين الحرورية والمعتزلة، وبين المرجئة والجهمية، وهم وسط في باب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الروافض والخوارج، وأعتقد أن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود، وأنه تكلم به حقيقة، وأنزله على عبده ورسوله وأمينه على وحيه وسفيره بينه وبين عباده نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وأؤمن بأن الله فعال لما يريد، ولا يكون شيء إلا بإرادته، ولا يخرج شيء عن مشيئته، وليس شيء في العالم يخرج عن تقديره، ولا يصدر إلا عن تدبيره، ولا محيد لأحد عن القدر المحدود، ولا يتجاوز ما خط له في اللوح المسطور .

وأعتقد الإيمان بكل ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت، فأؤمن بفتنة القبر ونعيمه، وبإعادة الأرواح إلى الأجساد، فيقوم الناس لرب العالمين حفاة عراة غرلا، تدنو منهم الشمس، وتنصب الموازين، وتوزن بها أعمال العباد ((فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ))[المؤمنون:102-103]، وتنشر الدواوين، فآخذ كتابه بيمينه وآخذ كتابه بشماله، فأؤمن بحوض نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بعَرْصة القيامة، ماؤه أشد بياضا من اللبن، وأحلى من العسل، آنيته عدد نجوم السماء، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا، وأؤمن بأن الصراط منصوب على شفير جهنم، يمر به الناس على قدر أعمالهم .

وأؤمن بشفاعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأنه أول شافع وأول مشفَّع، ولا ينكر شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم إلا أهل البدع والضلال، ولكنها لا تكون إلا بعد الإذن والرضى، كما قال تعالى: ((وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى))، وقال عز وجل: ((مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ))، وقال سبحانه وتعالى: ((وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى))، وهو لا يرضى إلا التوحيد، ولا يأذن إلا لأهله، وأما المشركون فليس لهم من الشفاعة نصيب كما قال عز وجل: ((فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ)) .

وأؤمن بأن الجنة والنار مخلوقتان، وأنهما اليوم موجودتان، وأنهما لا تفنيان، وأن المؤمنين يرون ربهم بأبصارهم يوم القيامة كما يرون القمر ليلة البدر لا يضامون في رؤيته.

وأؤمن بأن نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين والمرسلين، ولا يصح إيمان عبد حتى يؤمن برسالته، ويشهد بنبوته، وأن أفضل أمته أبو بكر الصديق، ثم عمر الفاروق، ثم عثمان ذو النورين، ثم علي المرتضى، ثم بقية العشرة، ثم أهل بدر، ثم أهل الشجرة أهل بيعة الرضوان، ثم سائر الصحابة رضي الله عنهم، وأتولى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأذكر محاسنهم، وأترضى عنهم، وأستغفر لهم، وأكف عن مساويهم، وأسكت عما شجر بينهم، وأعتقد فضلهم عملا بقوله جل وعلا: ((وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ))، وأترضى عن أمهات المؤمنين المطهرات من كل سوء، وأقر بكرامات الأولياء وما لهم من المكاشفات، إلا أنهم لا يستحقون من حق الله تعالى شيئا، ولا يُطلب منهم ما لا يقدر عليه إلا الله سبحانه وتعالى .

ولا أشهد لأحد من المسلمين بجنة ولا نار إلا من شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكني أرجو للمحسن وأخاف على المسيء، ولا أكفر أحدا من المسلمين بذنب، ولا أخرجه من دائرة الإسلام .

وأرى الجهاد ماضيا مع كل إمام برا كان أو فاجرا، وصلاة الجماعة خلفهم جائزة، والجهاد ماض منذ بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم إلى أن يقاتل آخر هذه الأمة الدجال، لا يبطله جور جائر ولا عدل عادل، وأرى وجوب السمع والطاعة لأئمة المسلمين برهم وفاجرهم ما لم يأمروا بمعصية الله، ومن ولي الخلافة واجتمع عليه الناس ورضوا به وغلبهم بسيفه حتى صار خليفة وجبت طاعته وحرم الخروج عليه، وأرى هجر أهل البدع ومباينتهم حتى يتوبوا، وأحكم عليهم بالظاهر وأكل سرائرهم إلى الله سبحانه وتعالى .

وأعتقد أن كل محدثة في الدين بدعة، وأعتقد أن الإيمان قول باللسان وعمل بالأركان واعتقاد بالجنان، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، وهو بضع وسبعون شعبة، أعلاها: شهادة أن لا إله إلا الله، وأدناها: إماطة الأذى عن الطريق، وأرى وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على ما توجبه الشريعة المحمدية الطاهرة، فهذه عقيدة وجيزة، حررتها وأنا مشتغل البال، لتطلعوا على ما عندي والله على ما نقول وكيل" انتهى كلام الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله وغفر له."

وفي رسالته لعبدالرحمن بن عبدالله السويدي -أحد علماء العراق- يذكر الإمام المجدد رحمه الله حقيقة دعوته، ومن ذلك قوله: "أخبرك أني ولله الحمد متبع ولست مبتدع، عقيدتي وديني الذي أدين الله به: مذهب أهل السنة والجماعة الذي عليه أئمة المسلمين، مثل الأئمة الأربعة وأتباعهم إلى يوم القيامة، لكني بَيَّنْتُ للناس إخلاصَ الدين لله، ونهيتهم عن دعوة الأنبياء والأموات من الصالحين وغيرهم، وعن إشراكهم فيما يُعبد الله به من الذبح والنذر والتوكل والسجود وغير ذلك مما هو حق الله الذي لا يَشركه فيه ملك مقرب ولا نبي مرسَل، وهو الذي دعت إليه الرسل من أولهم إلى آخرهم، وهو الذي عليه أهل السنة والجماعة" انتهى كلامه رحمه الله وغفر له.

فيا أهل التوحيد .. احمدوا الله جل وعلا على هذه النعمة، نعمة التوحيد والسنة، وجدوا واجتهدوا في إبقائها، واحرصوا على ذلك غاية الحرص، فإن هذا الخير ما بلغنا إلا بعد جهاد ودعوة وصبر ممن قبلنا، من العلماء والدعاة المصلحين، فما دورنا نحن في نصرة الملة الحنيفية، ملة أبينا إبراهيم عليه الصلاة والسلام، لإخراج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد جل وعلا، قال الله سبحانه وتعالى: ((قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ))، وقال الله جل وعلا في نبيه محمد صلى الله عليه وسلم: ((قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)) .

إن هذا الخير الذي ننعم به لن يستمر إلا بالدعوة إلى التوحيد والسنة بالليل والنهار، مع الاستعانة بالله جل وعلا، وما توفيقنا إلا بيده سبحانه وتعالى، ذلك أن أهل الشرك والبدع يتسلطون إذا نُسي العلم، فيا سبحان الله، أهل البدع يُنشئون صبيانهم على حب البدعة وأهلها، وبغض السنة وأهلها، فلماذا ونحن أهل الحق، لا ننشئ أبناءنا ونساءنا على حب السنة وأهل السنة وعلماء السنة، وبغض البدعة وأهلها وعلمائها، قال الإمام المجدد رحمه الله وغفر له: "اصبروا واحمدوا الله على ما أعطاكم من معرفته، ومعرفة حقه على عباده، ومعرفة ملة أبيكم إبراهيم في هذا الزمان، التي أكثر الناس منكر لها، ولا تغفلوا عن طلب التوحيد وتعلمه" انتهى كلامه رحمه الله وغفر له.

وقال الشيخ عبدالرحمن بن حسن في قرة عيون الموحدين: "الدعوة إلى التوحيد هي أهم الأمور، وأوجبها لمن وفقه الله لفهمه، وأعطاه القدرة على الدعوة إليه، والجهاد لمن خالفه ممن أشرك بالله في عبادته" انتهى كلامه رحمه الله.

والبرهان على ذلك سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، لقد مكث في مكة عشر سنوات تقريبا يدعو إلى الله جل وعلا، ثم نزل بعدها فرض الصلاة، وبعد الهجرة فرض الصوم والحج، فلم يؤمر بالصلاة والزكاة والصوم والحج إلا بعد تلك السنوات العشر، فإلى أي شيء كان يدعو فيها؟ لقد كان يدعو إلى التوحيد، لأنه الأصل الذي يُبنى عليه غيره.

اللهم وفقنا للتأسي بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم، في قوله وفعله ودعوته، واجعلنا هداة مهتدين، غير ضالين ولا مضلين، اللهم اجعلنا دعاة إلى التوحيد والسنة، اللهم اجعلنا دعاة إلى التوحيد والسنة، اللهم اجعلنا دعاة إلى التوحيد والسنة، اللهم اغفر للإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب، اللهم اغفر له وارحمه، اللهم ارفع درجاته في المهديين، واجزه عنا خير الجزاء، اللهم اجزه عنا خير الجزاء، اللهم اجزه عنا خير الجزاء.
نشر :