من رسائل أئمة الدعوة

 عبد الله بن أحمد الغامدي

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 
 
من عبد الله بن عبد اللطيف إلى كافة الإخوان سلمهم الله تعالى، ورزقهم البصيرة والفقه في مقام الدعوة إلى الدين القويم، آمين..

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أما بعد: فالموجب لهذا هو الوصية بتقوى الله تعالى وبمعرفة أوجب الواجبات، وأهم المهمات وهو معرفة حقيقة دين الإسلام.

وقد أخبر عن غربة الإسلام وأنه سيعود غريباً كما بدأ، وأن لهذا الدين إقبال وإدبار، وأن من إقبال الدين أن تفقه القبيلة بأسرها حتى لا يوجد فيها إلا منافق أو منافقان فهما مقهوران ذليلان، وأن من إدبار الدين أن تجفوا القبيلة بأسرها حتى لا يوجد فيها إلا مؤمن أو مؤمنان فهما خائفان مضطهدان.

وقد وقع مصداق ما أخبر به حتى عاد المعروف منكراً، والمنكر معروفاً، نشأ على ذلك الصغير، وهرم عليه الكبير، واعتقد أكثر الناس أن الشرك ديناً لجهلهم، والإسلام شركاً حتى كفروا من اعتقده، ودان به، فالله المستعان.

وقد أنعم الله علينا وعليكم في أواخر هذه الأزمان بشيخ الإسلام إمام الدعوة النجدية محمد بن عبد الوهاب.

ففتح الله على يد هذا الشيخ قدّس الله روحه، ما أغلق من الأبواب، وأشرقت بوجوده شموس السنة والكتاب، وتطهرت نجد به من أوساخ شرك الجاهلية وعارها وبحث وناظر، وصنف وجادل وماحل، حتى استبان الحق في الأصل والفروع، واستقامت بعده  الدعوة الإسلامية، وانقطع الخلاف واستقام سوق الجماعة والائتلاف.

فينبغي لنا ولكم معرفة هذه النعمة ورعايتها والقيام بشكرها وأن نقتصر على بيان هذه الدعوة، وتجريدها وغرسها، وترك الأغلاظ في بعض المستحبات، لئلا يكون ذلك سبباً للصد عن هذه الدعوة والانشغال بمستحب عما هو أهم منه.

فتنبهوا لذلك فإن الاختلاف بينكم في مسائل الفروع من وساوس الشيطان التي تصد عن العمل بالمشروع، ولتكن كلمتكم واحدة في الدعوة إلى الله وفي الذب عن دينه ومجاهدة أعدائه، والدعوة على الله بالتي هي أحسن، فإنكم في زمان غربة ، المقام فيه مقام دعوة، لا في زمان؟.. فإن زمان الإقبال ينتقل فيه الجهاد باللسان والإغلاظ.

وعليكم بالإخلاص.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين.
نشر :